تختلف عادات وسلوكيات الناس الغذائية في شهر رمضان المبارك باختلاف مواعيد الوجبات، حيث تحفل الموائد بكل أنواع الأطعمة والحلويات التي تعبر دائما عن سلوك غذائي خاطئ. أخصائية التغذية العلاجية بمستشفى جدة الوطني سحر الحامدي تلقي الضوء حول ما يفيد في هذا الشهر الكريم من غذاء يجنبنا الكثير من المشكلات الصحية. الغذاء العلاجي تقول سحر: نحن نشاهد ونسمع عن الكثير من المعمرين الذين بلغوا أرذل العمر ولم تكن لهم صلة بالدواء، بل كانت طريقة حياتهم البسيطة واعتمادهم على التغذية السليمة سببا في إطالة أعمارهم وصحة أبدانهم، لهذا نحن نقوم بما يلزم نحو المرضى من حيث الغذاء العلاجي وإتباع نظام معين على حسب ما تحتاجه كل حالة مرضية. وعن كيف يكون هذا النظام الغذائي تقول الحامدي: النظام الغذائي يجب أن يتبعه الجميع مرضى وأصحاء، ونعني بالنظام أن يكون الفرق بين كل وجبة ووجبة متساو من حيث عدد الساعات في كل الأيام بالطريقة التي يتبعها الشخص، وأن يتناول كوبين من الماء قبل كل وجبة لأن الجسم -فسيولوجيًا- لا يفرق بين الجوع والعطش، لهذا فالماء يساعد على حرق الدهون وكسر 30% من الإحساس بالجوع، كما أن النشاط الجسماني له دورة في النظام الصحي، فعادة الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز تساعد على تخزين الدهون ويتسبب في مشاكل صحية كثيرة. وجبات مثالية وعن التغذية المثالية في شهر رمضان وما تعوده الناس من إسراف وتنوع غذائي، تقول الحامدي: أنه خلال نهار الصوم تكون المعدة بالطبع خالية، لذا يجب ألا نجعلها تستقبل كميات من الأطعمة التي تدخل فيها الدهون الحيوانية والنشويات والسكريات بأنواعها، ويجب التنظيم وهذا يعني في وجبة الإفطار قليلا من السكر يتمثل مثلا في التمر إلى جانب شوربة دافئة “الشوفان أو الخضار” ثم 3 قطع من السمبوسة مخبوزة في الفرن لأن الأطعمة المقلية كثيرًا ما تسبب أمراض سوء الهضم، ونكتفي بخبز أسمر إلى جانب سلطة الخضار.. هذا مثال لإفطار مثالي صحي. كما إنني أنصح بعدم تناول الوجبات السريعة في الإفطار لأنها تحتوي على دهون وصوديوم وسكريات، وهي تعطي الإنسان إحساس بالشبع أولا ثم إحساسا بالجوع الشديد، فتحديد الأنواع مع التنويع والكثافة ثم القيمة الغذائية تجعل الوجبات مثالية ومفيدة في هذا الشهر الكريم. الغذاء الروحي وتختتم سحر حديثها قائلة: يجب ألا ننسى الغذاء الروحي. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ ابن آدم وعاء قط شرا من بطنه»، «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» صدق رسول الله. فلا يجب أن نجعل من هذا الصوم مناسبة للولائم وتخزين الطعام بأشكاله وأنواعه وكأن هناك مجاعة مقبلة، فيجب أن يكون هذا الشهر للعبادة وإثراء الروح ومراجعة النفس، فالإيمان هو أقصر الطرق لعلاج الروح والبدن.