قال المفكر والداعية المعروف الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: إن المسلمين يعيشون الفرقة والاختلاف حتى على المستوى الديني في اختلافهم في عبادات وطاعات شرعية يفترض فيها الاتفاق؛ كاختلافهم في بداية الصيام ونهايته، ملقيًا اللوم على المنظمات العربية والإسلامية والهيئات الشرعية في عدم القيام بواجبها في هذا الشأن. وتطرق العودة إلى عدة أمور تتعلق بالدراما العربية وكذلك القضايا الدينية التي كان هو طرفًا فيها.. بداية الشهر واختلاف الرؤية لا يزال حديث كل عام... فهل الأمر لتوحيد الرؤية أمر مستحيل أم انه ليس مطلبًا؟. وقال: إن من مقاصد الصيام في شهر رمضان تنمية روح الجماعة والوحدة بين المسلمين و أن الشهر الكريم يكشف نوعا من الخلل يتمثل في فرقة المسلمين واختلافهم في تحديد بداية الشهر، حيث أصبحت رؤية الهلال تمثل مشكلة حتى على مستوى المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا، كما هو الحال كذلك في تحديد رؤية هلال شوال وانتهاء شهر الصيام. وللأسف فإن المنظمات العربية والإسلامية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية لم تتحول إلى تنظيم فعلى من الناحية الشرعية لتوحيد المسلمين. وكما أن على المجامع الفقهية ودور الإفتاء في الدول الإسلامية ضرورة توحيد المسلمين على موقف واحد في تحديد بداية ونهاية الشهر الكريم، لما في ذلك من خير كبير، خاصة وأن توحيد رؤية الشهر الكريم لها سند شرعي. وإن توحيد رؤية هلال رمضان ليس أمرًا محالًا، لو أن الحكام توجهوا إلى أن يفاجئوا شعوبهم بحدث كهذا، ويلتقوا ليتفقوا على رؤية موحدة للعالم الإسلامي، سيكون إنجازًا سهلًا ممتنعًا في حد ذاته، وإذا تعذر ذلك فيجب توحيد الرؤية في كل بلد، كما يجب على المسلمين في البلاد الغربية أن يوحّدوا رؤيتهم، وإن شئت فقلْ في البلد الواحد، أو على الأقل في المدينة الواحدة، بدلًا من هذا التشرذم الذي جعلنا مضحكة للشعوب والأمم. حجر الزاوية وكشف العودة عن ارتياحه للانتقال إلى مدينة جدة خلال شهر رمضان المبارك، ومن ثم الإعداد لبرنامجه الشهير (حجر الزاوية) من أجوائها، معبرًا عن ارتياحه لهذا الجو الجداوي، بعيدًا عن الضجيج وعن الصخب، وقال عنه: أكون في جدة وفي هذا الوقت تحديدا منعزلًا نوعًا ما مع نفسي ومع برنامجي ومع شهر الصيام. كما كشف عن العنوان الجديد الذي سيختاره لبرنامجه في رمضان وهو عنوان (التغيير) بكل أوجهه المتعددة. ** كيف يقضي الشيخ سلمان العودة يومه في رمضان؟ * تعودت أن انتقل إلى مدينة جدة لأن برنامج حجر الزاوية يبث من جدة على مدى 30 أو 29 يوما بإذن الله تعالى وأنا أرتاح لهذا الجو، بعيدًا عن الضجيج وعن الصخب، أكون منعزلًا نوعًا ما مع نفسي ومع برنامجي ومع شهر الصيام فالوقت يمضي ما بين قراءة وتحضير وإعداد وكتابة ومراجعة، وضمن هذا أنا أجد فرصة بالتحضير أني أراجع أشياء قديمة. ورمضان كما هو معروف هو شهر العبادة وشهر الطاعة والمفروض أن الإنسان يجعل لنفسه حظًا يخلو فيه بنفسه ويحاسب نفسه ويتلو ما تيسر من كتاب الله تعالى وصلاة التراويح والعشاء وأصليها مع المسجد المجاور للمكان الذي أسكن فيه، كما أستقبل رسائل من الإخوة والأخوات الذين يهنئون برمضان أو تحمل معانى أو أخبارا من هنا وهناك وهو كم كبير جدًا، وأنا أعتبره معبرا إيجابيا عن عمق المحبة والأخوة والتواصل بيننا، وأقوم بالرد على كثير من الإخوة ومن لم أستطع الرد عليهم أقدم لهم جميل اعتذاري. ** عناوين كثيرة يتم طرحها في برنامجكم حجر الزاوية على مدار سنوات، كيف يتم الإعداد لهذا العمل؟ * كما نحن في كل عام؛ نستحضر نثار الأعوام السابقة على طاولة ورش عمل الإعداد ووضع التصورات للبنية الأساسية للبرنامج، ونحاول الإفادة من رؤى إيجابية مرت في تجارب الأعوام الماضية لتطويرها على نحو أفضل، ونأخذ من كثير مما وردنا من وجهات نظر ترى غير ما عملناه الأفضل.. وقد اخترنا عنوان ( التغيير) كعنوان اساسي لكامل الشهر، وتندرج تحته مجموعة واسعة من العناوين مثل تغيير الذات وتغيير الاسرة وسياسة التغيير وتغير العالم والتغير التقني والمتغير الاقتصادي، وفي أيام الجمع ستكون حلقات تتماس بالجانب الروحي رمضان والتغيير، والقرآن كتاب التغيير، والسيرة النبوية وتجربة التغيير. الاعمال الدرامية المقدمة ** تتسابق القنوات الفضائية في جذب المشاهدين حولها في رمضان وهناك هوس بالمسلسلات الدرامية سواء كانت خليجية او مصرية او سورية؟ * وجهت رسالة إلى مالكي الفضائيات العربية أذكرهم بالمسؤولية والتبعة في أن يكون هناك إعلام يقدم أفضل الأعمال الدرامية التي تستهدف زرع القيم وبناء المعاني الإيجابية في الحياة، وهنا فإنهم سوف يُرضون الله -عز وجل-بهذا العمل، كما يرضون ضميرهم الوطني، وإحساسهم بأنهم يقدمون لأبناء وبنات وطنهم إعلامًا هادفًا فيه كل ما هو جديد ومفيد ونافع. مع التحذير من المسلسلات التي تنشر المفاهيم والسلوكيات الخاطئة والمنحرفة والدخيلة. ** وما المانع في أن تكون الدراما العربية بهذا المستوى من الرقي؟ * قابلت بعضا من أصحاب هذه القنوات ومن الإنصاف أن أقول أني وجدت لديهم رغبة في التغيير والإصلاح، وإحداث نقلة داخل دوائر الإعلام، وعندهم إيمان في قلوبهم، ورغبة في الخير، وقد يكون هناك إفراط من بعض الذين يباشرون بعض هذه القضايا، أو إحساس بأن هذا واقع الإعلام، ونحن نمارس تخفيفًا، لكني أعتقد أن هناك ما هو أسمى وأرقى من ذلك، وهو العمل على صناعة إعلام هادف يعيد الأمور إلى نصابها، ولكن شكواهم دائمًا تكمن في أمرين هما: الأول: الجمهور المتلقي. وهذا أمر يمكن أن نقول إن فيه العجب؛ فالجمهور بحاجة إلى ترشيد، وبحاجة إلى مخاطبة. مشيرًا إلى أن أحد النقاد الأيرلنديين انتقد رواية ل( برنارد شو)، وقال إنها تافهة، فأجابه شو: “أنا أتفق معك، ولكن ماذا أصنع أنا وإياك..اثنان..أمام الملايين الذين يُقبِلون على هذه الروايات”. مما يؤكد أن الحاجة ماسة إلى الرقي بمستوى المشاهد. الثاني: عدم توافر المواد؛ هذه المواد التي يمكن أن تُبثّ وتقدم البديل الجيد عن الدراما التي إما أنها تدور حول الإثارة العاطفية البحتة، أو تدور حول جوانب تتعلق بالنعرات القبلية وغيرها. عدد ركعات التراويح ** اختلاف محمود: في صلاة القيام لا تزال هناك مساجد تزيد صلاتها عن إحدى عشرة ركعة وأخرى تكتفي بهذا العدد من الركعات، فما هو الصحيح؟ * الناس مختلفون في عددها من إحدى عشرة ركعة إلى تسع وأربعين ركعة، وما بين هذين العددين، والذي يعنينا في هذا المقام أمور، منها: إن أصح ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ما رواه الشيخان عن عائشة -رضى الله عنها- أنها قالت: “ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة”. لكنه صلى الله عليه وسلم كان يطيلها ويحسنها، كما ذكرت عائشة -رضى الله عنها- في هذا الحديث نفسه. وهناك روايات عن عمر رضى الله عنه روايات صحيحة أنه جمع الناس ليصلوها إحدى وعشرين وفي رواية ثلاثا وعشرين. ولي مقال منشور في موقعي الإلكتروني عنوانه “مع القيام”، فصلت فيه المسألة يمكن الرجوع إليه. لكن المهم هو أن ندرك أن الصلاة عمومًا -بما في ذلك النافلة- إنما شرعت؛ لتهذيب النفوس، وتصفية القلوب وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء، وجعلها متآخية متحابة متقاربة، وهذا من أعظم مقاصد العبادات، وهو أمر ملحوظ؛ فإن العبد إذا أقبل على صلاته رقَّ قلبه، وسمت نفسه، فكيف يجوز أو يسوغ شرعًا أو عقلًا أن يكون هذا الأمر الذي شرع لهذه المقاصد السامية مجالًا للخصام والتنافر والتباغض بين بعض طلبة العلم، حينما يسوِّدون الصفحات الكثيرة خصامًا في صلاة التراويح، وهجومًا على بعض، وردًّا على بعض، وتشهيرًا ببعض؟! كما قد يقع ذلك -أيضًا- من العامة في المساجد إذا دخل رمضان، فهم بين قائل للإمام: صلَّ إحدى عشرة، وقائل: صلَّ عشرين، وقائل: خفف الصلاة، وقائل: أسرع فيها، وقائل: أبطئ.. وهكذا يختلفون على الإمام، وتتحول العبادة التي شرعها الله تعالى لتهذيب الأمة أفرادًا ومجتمعات، ولجمع الكلمة؛ تتحول في هذا الزمان إلى ميدان لأضداد مقاصدها، فنسأل الله أن يرد الأمة إلى الفقه في دينه، والاجتماع عليه. فليراع الإمام -وفقه الله- ترك المشقة، وتأليف الناس على صلاة التراويح بتخفيفها وتسهيل إكمالها، والاعتناء بالقراءة، مع تهيئة جو المسجد وما حوله، وإبعاد كل ما هو سبب في الإزعاج أو المضايقة أو تكدير نفوس وفود الله تعالى في بيته. الاعتداء على الدعاء ** وصفتم دعاء بعض الأئمة على الكفار بأنه من الاعتداء في الدعاء مما أثار جدلا وردة فعل واسعة، فما المقصود بالاعتداء في الدعاء وكيف هو الحال في الدعاء على الكفار؟ * أولا الاعتداء الذي يحصل في الدعاء أشكال فمنه: - رفع الصوت بالدعاء، والمبالغة في ذلك، بل ينبغي أن يكون رفع الصوت بقدر ما يسمع المأمومون، أما إذا كان الإنسان وحده، فيقول تعالى (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، ويقول أيضا (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا)، فأين نحن من هذا الأمر الرباني. كما يقول ابن جرير -رضى الله عنه- تعليقًا على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا في الحديث الذي رواه البخاري عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- “أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ”، ومصداق ذلك في القرآن قوله -سبحانه وتعالى-: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، فالله -سبحانه وتعالى- قريب يسمع، فإذا سمعك الذي من ورائك ينبغي الاقتصار على هذا القدر من سماع الصوت؛ ولهذا قال ابن جرير الطبري تعليقًا على هذا الحديث: إنه حجة لما ذهب إليه عامة وجمهور السلف من الصحابة والتابعين -رضى الله عنه- في كراهية رفع الصوت بالدعاء. وكذلك روى ابن جرير عن ابن جريج -رضى الله عنه- أنهم كانوا يعدّون رفع الصوت من الاعتداء في الدعاء، وروى البخاري في صحيحه عن عائشة -رضى الله عنها- في تفسير قوله -عز وجل-: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا) قالت: نزلت في الدعاء، إذًا المبالغة في رفع الصوت في الدعاء ينبغي أن يُقتصر منه قدر الحاجة ما يسمع المأمومون من ذلك بعيدًا عن الصياح والزعيق والصراخ هذا من الاعتداء. - ومن الاعتداء أيضا: الاعتداء في مضمون الدعاء، مثل أن يدعو الإنسان بإثم، أو بأمر مستحيل، أو بأمر مخالف للسنن والنواميس الإلهية الكونية، أو يدعو بقطيعة رحم، وأحيانا في تصفية حسابات. وقد سمعت شخصًا يدعو في الصلاة على أناس معينين بأن يجعلهم الله تعالى مجانين يلعب بهم الصبيان في الطرقات، فبعد الصلاة قلت له يا بني الآن حتى المجانين ما يلعب بهم الصبيان في الطرقات، المجانين عندهم دور خاصة وأماكن معينة، ولماذا هذا الدعاء؟، فهناك سبل كثيرة جدًا أن يدعو الإنسان بخير الدنيا والآخرة وأن يتدرّب على كظم الغيظ خلال هذا الدعاء. الدعاء على المشركين - أما بالنسبة للدعاء على المشركين، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على المقاتلين المحاربين من أعداء الله تعالى وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ ولهذا أن يدعو الداعي على الصهاينة وعلى المحتلين على من يؤذون الله ورسوله ويؤذون المؤمنين هذا قدر مطلوب، ولكن لابد ألا يقتصر الأمر على هذا، وكأن مشكلتنا دائمًا من عدونا هي الدعاء، ولكن ينبغي أن يأخذ هذا قدره المعتدل. والبعض يدعو عليهم بأن يقطع الله تعالى نسلهم أو يبيدهم! مع أن قطع النسل مستحيل، فالله -سبحانه وتعالى- قضى أنهم باقون إلى قيام الساعة بل لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، فأنت إذا دعوت بإبادتهم تدعو بأمر مخالف للسنن الكونية ومخالف لوعد الله ووعد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما جاءه ملك الجبال وقال: مرني بما شئت. لِتَأْمُرَنِى بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ. فقال -صلى الله عليه وسلم- “بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا”، ولم يدع عليهم بأن يُقطع نسلهم، فالأطفال الصغار أبرياء ما داموا دون سن التكليف وليس لهم ذنب أو تبعة أو مسؤولية. كما أن الكثير من هؤلاء هم محل دعوة، أي “يُدعون”، يقول تعالى (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ)، كما أن كثيرًا منهم في الطريق إلى الإسلام، أو متعاطفون مع القضايا الإسلامية، أو هناك مصلحة للمسلمين عندهم، والمسلمون اليوم لا يستبدون ولا يستقلون بأحوالهم ومصالحهم بل معظم مصالحهم هي معتمدة على غيرهم من أمم الشرق وأمم الغرب وهذا ليس بسر. ولهذا ينبغي أن يكون الدعاء على الكافرين المعتدين، فيدعو على المحاربين، والمؤذين، وهذا ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ قَالَ “إِنِّى لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً”. بل عندما قيل له: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ دَوْسًا قَدْ كَفَرَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا. فَقِيلَ هَلَكَتْ دَوْسٌ فَقَالَ “اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ”، وهنا دعا لهم بدلًا من أن يدعو عليهم. كما أن الدعاء لبعض المشركين بالهداية لا بأس به بل حسن، وأيضًا الدعاء للمصلحة العامة مثلًا الدعاء برفع الوباء اللهم ارفع الوباء والبلاء عن عبادك أجمعين وعن بلادك أجمعين ؛ لأنه من مقتضى السنة الإلهية أنه فيروس أنفلونزا الخنازير مثلًا إذا وُجد في أمريكا ووجد في أوروبا ووجد في اليابان ووجد في الشرق ووجد في الغرب لن تكون بلاد المسلمين حجرًا محجورًا واستثناءً منه، هذا ما جرت به السنة الإلهية. وهناك من الائمة من يدعو على العصاة من المسلمين فيقول “اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويُذلّ فيه أهل معصيتك”، وكلنا عندنا معاصٍ وكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون، وهذا ليس دعاءً نبويًا حتى يقال أنه يفسر تفسيرًا معينًا، وإنما الأفضل أن يقال “ويُهدى فيه أهل معصيتك”.