* السؤال: ماذا نستفيد من الصوم من الجانب النفسي؟ ** الصيام يساعد الإنسان، على الإحساس بالنضج الاجتماعي، وتحمل المسؤولية بشقيها: الديني والأخلاقي، كما يعمل الصيام على مساعدة الإنسان، في نضج واكتمال ونمو الجانب الديني - الإيماني في شخصيته. والصيام يعلم الصائم الانضباط، والتحكم في الانفعالات مثل: الغضب، والتوتر، والرغبة في إيذاء الآخرين، ولعل من المهم هنا أن أذكر نفسي، وغيري، ببعض السلوكيات الخاطئة، التي تشاهد في المجتمع، وتتعارض مع مبدأ الصيام لله، الواحد الأحد، الفرد الصمد. حيث يلاحظ أن بعض الصائمين يطلقون العنان لمشاعر الغضب، والانفعال، مبررين ذلك بأنهم صائمون، مع أن الصيام يعلم الإنسان: الصبر، وكظم الغيظ، والتعامل الإنساني الرفيع، وليس هناك داع وراء هذا الانفعال، الذي ينتج عن الإحساس المؤقت عند الصائم بالامتناع عن الطعام والشراب، ويجعله يقوم بعملية دفاعية غير ناضحة، تسمى في علم النفس الإكلينيكي ب “الإسقاط”. كما يعلم الصيام الإنسان، كيفية الارتقاء بتكوينه النفسي البشري، ليصل إلى مرحلة: التسامي، وهي إحدى الدفاعات النفسية المهمة، فأنت تصوم لأنك قادر على: الانضباط، والالتزام بأوامر القوة العظمى في حياتك وهو: الله عز وجل. إذا صام الإنسان فهو أكثر قدرة على تقدير نعم الله عليه من: صحة، وطعام، وشراب، كما يجعل الصيام الإنسان يحس بما يعانيه الفقراء، والمحتاجون، مما يجعله أكثر عطاء منه في غير أيام الصيام. ومن المعروف أن الصيام موجود في كل الأديان السماوية، وهو يساعد على تنمية الصبر عند الإنسان، وبالتالي تحمل مصاعب ومشكلات الحياة، وأخيرًا يساعد شهر رمضان المبارك على: زيادة التواصل الاجتماعي داخل المجتمع، وكل عام وأنتم بخير. د. منى حمزة الصواف استشارية الطب النفسي ورئيسة وحدة الطب النفسي