للأسف من المزعج أن تزداد البطالة في بلادي الغالية يومًا بعد يوم. ومن المؤسف أيضًًا أن مصلحة الإحصاءات العامة لم تذكر في آخر إحصاء تم في المملكة نسبة البطالة في بلادي، بالرغم من أن التعداد السكاني لهذا العام بكثرة استماراته ركز على الوظائف والعمل، وفي النهاية لا توجد أرقام تدلي بها مصلحة الإحصاءات لمعرفة عدد الشباب والشابات العاطلين. بناتنا الخريجات ممن تعبن واجتهدن طوال السنين الماضية من أجل الحصول على شهادة علمية، تساعدها في الحصول على وظيفة تساعد بها نفسها وأهلها للتصدي لمصاعب الحياة التي تزداد صعوبتها يومًا تلو الآخر في ظل الغلاء الزائد في هذه السنوات. دراسة 12 سنة بين ابتدائي ومتوسط وثانوي، و4 سنوات دراسة جامعية ، وفي النهاية لا توجد وظائف. لعلي أذكر العام الماضي كان عدد المتقدمات للوظائف التعليمية النسائية أكثر من ثلاثمائة ألف متقدمة تم تعيين منهن تقريبًا 9 آلاف خريجة. وهذا العام تجاوز عدد المتقدمات لنفس المهنة ثلاثمائة وخمسين ألف متقدمة وقد تجاوز ذلك، بينما الوظائف المطلوبة 11 ألف وظيفة، أي أن هناك أكثر من 339 ألف خريجة عاطلة ممن يحملن مؤهلات جامعية للأسف. مع العلم أن هناك خريجات من حملة الدبلومات، وكذلك خريجات حاصلات على الثانوية فقط. ما تقوم به وزارة التربية حاليًا من إيجاد شروط معقدة نوعًا ما لتوظيف المعلمات، مثل إثبات الإقامة وغيره أحبط الكثيرات من الخريجات، وقتل فيهن الرغبة في العمل في أشرف المهن وأجلها، وأجبر البنات على الابتعاد عن الدراسة، أو البحث عن مجال آخر. بل إن الوزارة قررت إجراء اختبار قياس للمعلمات ابتداء من العام القادم، وكذلك إجراء مقابلات شخصية يجريها المركز الوطني لهن، والمصيبة العظمى أيضًا أن الوزارة في صدد إصدار قرار التوظيف الجزئي، وهو كما تم توضيحه من قبل الوزارة (توظيف معلمتين براتب واحد وبرقم وظيفي واحد) وهذا القرار إن صدر فهو بكل أمانة قرار مجحف، وقرار محبط وغير عادل لمن سيتم توظيفهن من الخريجات. هناك من الخريجات من تجاوزت العشر سنوات كخريجة عاطلة، تبحث عن عمل، ولكن ما ذنب هؤلاء، وما ذنب أسرهم التي تكبدت العناء، وأنفقت وخسرت من أجل أن تحصل بناتهن على شهادة لتحصل على وظيفة تخفف بها عناء أسرتها. كل هذه الأمور والإحباطات تقتل فيمن يردن مواصلة تعليمهن رغبة التعليم، وتحبط إصرارهن على مواصلة الدراسة والبحث عن عمل. يا ترى إلى متى نعاني من البطالة، ودولتنا من أغنى دول العالم، وفي ظل الجهود الجبارة التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة بقيادة ملك الإنسانية وسلطان الخير بالدعم اللا محدود لأبناء وبنات الوطن في كل ما يخدمهم ويخدم وطنهم. رسالتي إلى أميرنا المحبوب وزير التربية والتعليم، ورجاله الأكفاء من المسؤولين وغيرهم بالوزارة النظر في بعض القرارات، وإيجاد الحلول البديلة الصحيحة في توظيف بناتنا، وإزاحة هم الكثيرات منهن. سالم عايد العبسي - جزيرة فرسان