البرنامج التلفزيوني “طاش ما طاش” والذي يقدّمه القصبي والسدحان كل عام في شهر رمضان المبارك لازال ينحدر بمستواه إلى الحضيض. وبالإضافة للصورة المقلوبة التي ينقلها للعالم عن المواطن السعودي، قد تمادى إلى أكثر من ذلك في هذا العام (طاش 17) للنَّيل من عقيدتنا، والاستهزاء بعلمائنا. وفي الحلقات الأربع الأولى منه وصل إلى السخف في الحلقتين (خالي بطرس) اللتين فيهما تسطيح، وخلط فكري، واستهزاء بالعقيدة، وتمجيد للمسيحية؛ بحضورهما إلى الكنيسة، واستحسان ما يقوم به خالهما القسيس. وفي حلقة مثيرة للدهشة، ومنافية للفطرة السوية، وهي (تعدد الأزواج) امرأة تتزوج من أربعة أزواج، أليس هذا منافيًا للفطرة السوية؟ كيف يجرؤ أولئك الممثلون على تمثيل مثل هذه الحلقات المخالفة للشرع والعرف؟ أليس هناك رقابة على ما يُبث عبر الأثير على الشاشة الفضية، وأمام العالم من ممثلين سعوديين، يجب عليهم أن يمثّلوا دور المسلم لإيضاح سماحة الإسلام؟ يُقال مسلسل كوميدي، سؤالي: هل يصح لنا أن نسخر من ديننا وعقيدتنا؟ قد تسرّبت حلقة تعدد الأزواج قبل رمضان، لماذا لم تُتّخذ إجراءات لإيقاف مثل هذه الحلقات الهابطة، والمخالفة للشريعة الإسلامية؟ إذا كان لابد من عرض المسلسل ألا يمكن عرضه على جهات شرعية لتنقيحه، وإيقاف كل ما يخالف الشرع، والفطرة السوية؟ يحزّ في نفسي أن تصدر مثل هذه الحلقات السخيفة من ممثلين ينتسبون لبلدنا، بلد الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة كل المسلمين في بقاع المعمورة. طبعًا هذا غيض من فيض، وقليل من كثير من المخالفات التي يرتكبها ممثلو “طاش ما طاش” كل عام، وقد كتبتُ وكتب غيري الكثير سابقًا، وسيكتب لاحقًا الكثير، وسيُنتقد من علماء وأدباء حريصين كل الحرص على دينهم وعقيدتهم السمحة، ولكن هذه المسلسلات مستمرة، وستكرر مثل هذه المخالفات، وتتكرر هذه الكتابات، ولاحياة لمن تنادي. عبدالمطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع