أنه الموت وهو حق لا جدال فيه وهو أكثر الأمور دقة ووضوحا وهو من تقدير الخالق جل وعلا وتدبيره كان ولا يزال وسيبقى رحمة من الله بعباده يرحم بفضله به من يشاء ويكرم ذويه بالصبر أما الفراق فأنه صعب مر لا يخفف من حدة علقمه إلا حلاوة الإيمان بالله والنظرة إليه بفكر فلسفي يغمره الإيمان بالله والتسليم لأمره وهذا ما كان دأبه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كان مؤمنا بالله سعيدا بحكمه كانت القناعة ديدنه فيما أمر الله به وكان عشقه البحث والتمحيص بجلد لا يعرف الملل ولا الكلل فكان جادا جلدا في سعيه نحو مرضاة الخالق وكان مؤمنا أن أقرب الطرق وأفضلها نحو ذلك هو العمل الدؤوب الصادق الجاد لخدمة وطنه وأبناء أمته والأرض التي أورثها الله خلقه. كان رحمه الله أديبا مسلحا بالصدق وسماحة المعاملة وحسن الخلق يغمربالحب والعطف والإحسان كل من عرفه قريبا كان أم بعيدا وكان لا يسيء لمن يختلف معه قولا أو فكرا أو عملاً بل عكس ذلك كان يحاول أن يجد له العذر دون تفريط بالحق أو عدول عن الصواب. أنه بحق ابن الجزيرة أحد أهم أدبائها وشعرائها وكتابها وفلاسفتها وعاشق لغتها وترابها وسمائها وأرضها بكل ما فيها من صحار وجبال وأوديه هام بشواطئها وأختلطت أحلامه بحبات رمالها والتهبت أشعاره بأشعة شمسها. أنه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فقيد الوطن والأمة معالي الدكتورغازي بن عبدالرحمن القصيبي الذي غزا قلوب كل من عرفه أواتصل به أواستمع إليه أو قرأ عنه أو أختلف معه أنه توأم المتنبي ومرآة شوقي ونخلة حسان بن ثابت وأبريق ارسطو اليوناني ومنضدة دانتي الايطالي. كان محبا معجبا بأستاذي الشيخ محمد عمر توفيق رحمهما الله وكان أستاذي يبادله الحب والإعجاب حتى أنه عرض عليه أن يزوجه بالمؤسسه العامة لسكك الحديد آنذاك وتم الزفاف وكان كلاهما محق بحبه للاخر فحسن ظن الشيخ وتدفقت أبداعات الفقيد الإداريه ,رحمهما الله واحسن نزلهما كانت الصفة الطاغية لكل منهما هي محبة الله أيمانا وصدقا ثم الإعتزاز بالوطن قولا وعملا فكلاهما كان محبا صادقا مخلصا لولاة الأمر معتزا فخورا بمليكه وخدمة وطنه والذود عن أرضه و لغته. كان رحمه الله صديقا صادقا لكل من حوله يختزل الإنسانية ومكارم الأخلاق في ذاته فتجده مجموعة أنسان تتمثل بشخصه رحمه الله. كان رحمه الله عطوفا محبا لأصدقائه تجده وفيا صادقا واضحا يغدق على الجميع حبا اسريا متدفقا يوثق عرى المحبة والأخوة بينهم انه المعلم الذي يشد إليه أصدقاؤه الرحال وكان أقربنا إليه بظني معالي أخي الأستاذ عبدالرحمن السدحان بالرغم أنه رحمه الله وبأدبه الجم وحيائه الرجولي الواضح كان كل متواجد معه يظن أنه أقرب المقربين إليه . كان التواضع وحسن المعاملة فيه صفة طاغية وكان تقديره لصحافة وطنه والقائمين عليها والتواصل معهم مؤثرا فكان يجلهم ويقدرهم ولا يغضبه الخلاف معهم بالرأي فأحبوه وأحبهم وكان لا يتوانى عن شكر أحدهم كما فعل مع أخي الدكتور فهد العقران ذات يوم. عملت معه رحمه الله كعضو في المجلس الإستشاري لوزير العمل وقد سحرني وسحر كل من في المجلس اسلوبه القيادي الإداري الفذ فكان كثير الإصغاء منصفا بتوزيع فرص إبداء الرأي للجميع والاستماع لهم فأينعت المشورة معه إذ مثل استعمالها وكان يرحمه الله لا يؤثر نفسه عمن سواه وينسب الفضل بالعمل لأهله ويجد في ذلك متعة وهو يشيد بعمل زملائه وأبنائه كما فعل ذات مرة وأشاد بالمؤسسة العامة للتدريب ممثلة بمحافظها. وأبنائها, رحمك الله يا أبا سهيل كنت تعاملنا وكأننا أفراد أسرتك على حد سواء هذا أنت يا فقيد الوطن عرفت كيف تحب مليكك وأرضك والناس كافة وكيف كونك أبدعت في خدمة الوطن والمواطن حتى أنطبق عليك قول الشاعر في حبه لوطنه وأهله. عهد لها الأرض أن نعلي كرامتها كما النسور ذراها والأولى نذروا والكل أهلي.. وأهلي لست أقسمهم هل يقسم القلب أم هل يقسم البصر؟! سوف نبقى أن شاء الله على مودتك ومحبتك والدعاء لك والإستغفار لك فإلى رحمة الله يا غازي والى جنة الخلد أن شاء الله يارب أرحمه واعف عنه. وأغفر له وأعتقه وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء والأبرار يا ألله.