توقع الكثير من المتابعين لحملة الإعلانات المعروضة قبل شهر رمضان عن المسلسل المحلي “بيني وبينك” للفنانين راشد الشمراني وحسن عسيري أن يظهر العمل في جزئه الرابع هذا العام مختلفًا ومحققًا لطموحات ورغبات المشاهدين، الذين شُحنوا لمشاهدة أعمالًا تلفزيونية كوميدية متميزة تتواصل معها نجاحات العمل التلفزيوني المستمره منذ الأعوام الماضية. إلا أن خيبة الامل كانت حاضرة في أول حلقتين للعمل الذي كان يستجدي الضحك من المشاهدين بصورة فجة أحبطت متابعي العمل، الذين توقعوا أن تكون الخلافات التي حدثت بين أبطال المسلسل (العسيرى والمالكي) وانسحاب الأخير من العمل بأنها لن تؤثر في قيمة المسلسل وحجم الابتسامة، التي رسمت في الأعمال السابقة، ولكن هذا الأمر لم يكن، حيث إن خروج المالكي عن العمل أفقده جزءًا من بريقه، على الرغم من الاجتهادات التي أنقذت ما يمكن إنقاذه بقفشات الشمراني وإضفائه قيمة للعمل كالعادة، إلا أن اليد الواحدة لا تصفق، فالعمل بمجمله وخلال الحلقتين الماضيتين أثبت أنه عمل يتواصل في انحداره إذا ما كانت الحلقات المقبلة في مكانة وخفوت بريق الحلقتين الماضيتين. حيث يواصل المسلسل الرمضاني انحداره عن مؤشر النجاح المتوقع، وذلك بانخفاض مشاهد الكوميديا التي قدمها، فعلى الرغم من محاولة القائمين على مسلسل “بيني وبينك” التنويع في حلقات هذا العام، ولكنه تنويع بلا قيمة كوميدية، فبعد أن كان المسلسل يحقق نسبة مشاهدة جيدة في الأعوام الماضية، إلا أن الانطباع الأول عن أول حلقتين أوصل للمشاهد رسالة مفادها أن المسلسل يتراجع، خاصةً إذا واصل تقديمه بهذا النهج وهذا الأسلوب الممل والرتيب والبعيد عن الشخصيات الرئيسية في العمل ك “دنحي” و“الواصل” و“مامادو” وغيرها من الشخصيات التي ارتبط بها العمل وارتبطت به. ولم يشفع حرص القائمين على المسلسل وتطويره من خلال أدوات حديثة وتقنية تتمثّل في تقسيم العمل إلى أنماط ثلاثية تتمثّل في قصة ثم مشاهد كرتونية تليها سيت كوم لتحقيق مكاسب تلفزيونية تثري العمل، ولكن هذه التقنية الحديثة لم تُوظف بالشكل الكوميدي المتوقع، الأمر الذي ساهم في هبوط رتم وقيمة العمل وساهم في عزوف الجمهور عنه من خلال الانطباع الأول المتمثّل في الحلقات الأولى، وعلى الرغم من القيمة الإنتاجية والصرف السخي على العمل، إلا أن هناك أفكارا تمثّلت في اتجاه تقليدي يتمثّل بالهجوم على الفتاوى وعشوائيتها دون تقديم جانب وقالب إيجابي للعمل نفسه يقدم في نفس الحلقة وترك الخيار للمشاهد في التركيز وتأكيد هذه الرواية من غيرها!. ختامًا.. العمل بمجمله يمكن أن يُوجز في أنه قيمه إنتاجية ضخمة قابلته بداية خاطئة وسيئة قد تضر العمل برمته حتى نهاية حلقاته، وقد يوثر على العمل في الأعوام المقبلة (إذا كان له أعوام مقبلة)، وإذا لم تنقذ مشاهد الكوميديا المنخفضة في العمل ما يمكن إنقاذه!.