فجع الوسط النسائي بوفاة الأديب الدكتور غازي القصيبي، وعبّرت سيدات مجتمع ومسؤولات وأدبيات عن مدى حزنهم البالغ فقدان المملكة أحد أبرز رموز الأدب، الذي وافته المنية يوم أمس الأول بعد صراع مع المرض لسنوات طويلة. بداية قالت سميرة الغامدي بحزن وألم: لقد اعتبرت هذا الرجل أبًا روحيًا وقدوة، وهو لن يتكرر، ولقد جمع الحسنيين مفكرًا وأديبًا وشاعرًا ورجلًا قياديًا، وهو الرجل الوزير لأكثر من وزارة وأكثر من منصب، وفعلًا لديه الملامح القيادية لدرجة أن كل المناصب أنجز فيها ما فيه الخير. وتضيف: لقد خسرنا هذا الرجل العظيم، ولا يسعنا إلا قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وندعو له أن يجعل كل ما أنجزه لمجتمعنا في ميزان حسناته. وتشير الدكتورة عفاف الياور إلى أن رحيل الفقيد خسارة كبيرة للمجتمع، ونسأل الله العلي القدير أن يعوضنا عنه خيرًا، فهو خسارة للعلم والوطن، كما كان رحمه الله نمطًا إداريًا ليس من السهل تكراره، فلقد جمع عدة شخصيات بكيانه، فكان المثقف والشاعر والسياسي والأديب، وليس من السهل تكرار غازي القصيبي. وبدورها قالت الدكتورة انتصار الصبان: كان شمعة أضاء ما حوله بالأفكار النيرة والمعاصرة، ولم يكن رجلًا مسؤولًا فقط، بل كان رجلًا معطاء، نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، ويعوض المجتمع خيرًا. وقالت الدكتورة ليلى زعزوع: أكثر ما يواسيني في هذا الخبر المؤسف أنه وقبل وفاة الدكتور غازي القصيبي، وبمبادرة جميلة ولفتة رائعة من وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة تم فسح كل مؤلفات الفقيد، والتى كانت ممنوعة في المملكة، وهذا جزء بسيط من إعطاء الفقيد حقه بأن يرى نتاج أدبه وفكره يُفسح ويتاح له المجال في المملكة؛ ليكون بذلك قد أدى رسالته. وأشارت بحزن بالغ إلى أن القصيبي لم يكن أديبًا فقط، بل كان رجل إدراة من الطراز الأول، وقد يكون توليه لعدد من المناصب كوزير للصحة والمياه والكهرباء والعمل قد أعطى رسائل مهمة في كيف يكون المسؤول قريبًا من الناس. الأديبة أشجان هندي والتي كانت تتمتع بإجازتها خارج المملكة فُجعت بالخبر وعلّقت: سوف أقطع إجازتي للعودة بأسرع ما يمكن؛ لأن أديبنا العزيز ووزيرنا الغالي رحمه الله لم يكن رجلًا عاديًا، وإنما كان سابق عصره وزمانه منذ تأليفه لقصة «شقة الحرية» وما خلّده في تحوّل الأدب السعودي من خلال نتاجه الأدبي المميز، ولاشك أن خسارتنا كبيرة، ولن تعوض، وعزائنا الوحيد أن كتبه لاتزال بيننا حاضرة؛ ولن ننساه ما حيينا لأنه رمز من رموز الأدب السعودي، ورجل دولة من الطراز الأول، وغازي القصيبي له مكانة عزيزة على قلبي، ولقد تأثرت بمرضه ومعاناته الأخيرة حتى أنني نشرت قصيدة كتبتها فيه. من جانب آخر لم تستطع كل من الدكتورة خديجة الصبان والدكتورة فوزية أبو خالد وفريدة الفارس وهتون الفاسي التعبير لشدة حزنهم وتأثرهم، ولم تكن معبّرة إلا لغة الدموع، والدعوات بتغمد روحه الجنة والرحمة والمغفرة.