لم يتمالك مصطفى محمد مصطفى وزوجته فوزية نفسيهما من البكاء لأول وهلة رأيا فيها الكعبة المشرفة. يقول مصطفى الذي يعمل محاسبا في إحدى الشركات الخاصة في مصر: كان حلمي الوحيد هو أن أزور مكة وأرى الكعبة المشرفة وأطأ برجلي على الارض التي وطأت عليها قدم الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بأبي هو وأمي، ويواصل حديثه والدمعات تملأ جفنيه وعيناه لا تكادان تفارق الكعبة المشرفة كان يزيد من شوقي للمجيء إلى بيت الله الحرام المعتمرون الذين يعودون من أداء العمرة أو مناسك الحج والبشر والسعادة تملأ محياهم فكنت أغبطهم على تلك المشاعر. وأضاف أن حلمه يراوده منذ كان في الثلاثين، ولم يستطع تحقيقه إلا في السبعين مع زوجته التى تصغره بخمسة اعوام، وذلك نتيجة ضعف الحالة المادية. وتقول فوزيه: كنت أفكر في زيارة الحرم طوال وقتي إلا أنني كنت أحن لذلك في شهر رمضان أكثر عندما أرى جنبات الحرم مكتظة بالمسلمين، ويزداد الشوق عندما أسمع صوت الشيخ عبدالرحمن السديس وهو يؤم المصلين في صلاتي التراويح والتهجد. وعاد مصطفى ليقول: ودعت أبنائي أنا وأمهم فرحين على خلاف أي فراق آخر، وكأنني بدأت أشعر أن لي أهلا وأحبابا في المملكة، وهذا فعلا ما وجدته عندما وصلنا إلى المسجد الحرام فجميع الخدمات التي لم تكن ببالي وجدناها متوفرة وموظفو الحرم يعاملوننا أفضل معاملة. وأبدى مصطفى وزوجته إعجابهما بما تشهده مكة من تطور، وأخذا على نفسيهما ألا تكون هذه آخر زيارة لبيت الله الحرام، مختتمين حديثهما بدعوات صادقة لخادم الحرمين الشريفين الذي لا يألو جهدا في خدمة الزوار والمعتمرين.