كانت لحظات عصيبة، وموقف مؤلم، هي تلك التي دلف بها الطبيب المعالج لغرفة الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي. عقارب الساعة تشير إلى التاسعة وأربعين دقيقة من صباح الأمس الأحد، ولم يدر بخلد غازي القصيبي الإنسان وهو يستشعر لحظات الموت أن دخوله لمستشفى الملك فيصل التخصصي بعد تعرّضه لوعكة جديدة أرغمته الدخول إلى المستشفى هي المرة الأخيرة له.. يقول أحد الأطباء المعالجين للقصيبي إنه رجل مؤمن بالقضاء والقدر، وكان لطيفًا جدًّا في تعاملاته. ولقد كانت الأيام الأخيرة لوزير العمل الدكتور غازي القصيبي بعد عودته من رحلة العلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية مليئة بالتفاؤل من نجاح العملية، ولم يترك قلمه وأوراقه التي يدون فيها بعضًا من خواطره إلى أن دقت الساعة العاشرة صباحًا، وكانت لحظات عصيبة على الجميع، حين أعلن الطوارئ في جناح الدكتور القصيبي الذي وافته المنية تلك اللحظات، ولم يعد من الممكن عمل شيء.. مات غازي القصيبي.. هكذا قالت الممرضة، وهكذا عم الخبر خلال دقائق في أروقة المستشفى، ويضيف أحد الأطباء المعالجين للقصيبي إن وفاة الدكتور غازي جاءت في وقت كانت التحاليل الطبية له تؤكد استقرارًا بسيطًا في حالته الصحية، ولكنه القدر الذي لا يمهل أحدًا.. “المدينة” تجوّلت في أروقة مستشفى التخصصي بالرياض، ولكن الجميع كان منهمكًا بعمله، فحالات الوفاة هي أمر طبيعي اعتاد عليه العاملون بالمستشفى، ولكن غرفة الدكتور أفرغت بعد أن تم نقل جثمانه إلى الثلاجة استعدادًا لنقله إلى مغسلة الموتى لغسله وتكفينه، ومن ثم الصلاة عليه.