نقلت وكالة رويترز للأنباء، أن 34 مليارديرا أمريكيا قد انضموا لحملة وارن بافيت وبيل جيتس للتبرع بنصف ثرواتهم، وتأتي هذه التبرعات بعد دعوة أطلقها كل من بيل جيتس والمستثمر الشهير وارين بافيت للأثرياء الآخرين أصحاب المليارات، بالتبرع على الأقل بنصف ثرواتهم للأعمال الخيرية. من فضل الله تعالى أن تأتي هذه الأخبار مع دخول هذا الشهر الفضيل رمضان، وهو شهر البر والمرحمة، وإطعام المساكين، وإغناء المعوزين، وشهر التذكير بنعم الله السابغة على خلقه، مما يوجب عليهم الشكر، ويستلزم سخاء البذل لشتى أعمال الخير. ومن فضل الله كذلك، أن القائمة الدولية بأسماء أصحاب البلايين، حافلة بأسماء أساطين المال من العرب والمسلمين. * * * ولسنا في حاجة أبدا إلى أمثلة من أحد، ففي ديننا الحنيف، وتراثنا الاجتماعي عبر القرون، ما يغنينا عن ذلك كله، وقد أكد القرآن الكريم والسنة المطهرة أن أعمال البر من إطعام وصدقة ورعاية للفقير، هي من أعظم القربات، كما هي من جوهر الإيمان وشعار الإسلام، يكفي أن الدولة الإسلامية الناشئة بعد وفاة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، قد خاضت من أجل حق الفقير أول حروبها الدامية ومعاركها الحاسمة ( حروب الردة )، والتي كلفتها استشهاد عدد كبير من أجلّاء الصحابة والقراء، وقد خلّد التاريخ الإنساني كله، وقفة الخليفة الراشد أبي بكر الصديق وهو يمسك بتلابيب عمر بن الخطاب، الذي كان يحاول إقناعه بالعودة عن قرار الحرب، ويقول له: أجبّار في الجاهلية .. خوّار في الإسلام يا عمر؟ والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحاربتهم عليه. ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي قال ( رواه عبد الله بن عمر ): « لو لم أجد للناس من المال ما يسعهم إلا أن أدخل على كل أهل بيت عدتهم، فيقاسمونهم أنصاف بطونهم، حتى يأتي الله بحيا فعلت، فإنهم لن يهلكوا على أنصاف بطونهم.» ( رواه بن سعد في الطبقات )، وقال عمر فيما رواه ابن حزم في المحلى – كتاب الزكاة: « لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء فقسمتها على فقراء المهاجرين.» ورحم الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي قال: « مارأيت نعمة موفورة إلا وإلى جانبها حق مضيّع»،وقال كرم الله وجهه: « إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما متّع به غني» ( نهج البلاغة )