حفلت الأيام الثقافية لنادي جازان الأدبي والتي استضافها نادي أبها الأدبي مطلع الأسبوع الماضي، ولمدة ثلاثة أيام بالعديد من النشاطات الأدبية، والثقافية المختلفة، والتي توزّعت بين الشعر والسرد، وعكست مدى التعاون بين الأندية الأدبية في استضافة الأيام الثقافية لكل نادٍ في مقر الآخر، فكانت الاستضافة ليلتقي الجنوب بالجنوب. وجاءت انطلاقة الأيام بأمسية شعرية يوم السبت شارك فيها الشعراء إبراهيم زولي، وحسن الصلهبي والشاعرة شقراء مدخلي، حيث قدم زولي عددًا من القصائد القصيرة منها “نواح، واقتراح، وغدًا صباح السبت، وكلام، وانتظار، ودائرة، ومشهد، وإياك، وكما أنا، والكرسي، وحشد، والكتابة، وهن، وكثيرون غيرك”، فيما قدم الصلهبي “السندباد في سديم الشعر، وحبيبة هل؟ ووجع الماء”، أما الشاعرة شقراء فقدمت “صلاة تتلى من أول الشعر إلى آخر الغاوين، ومساء يتراقص على أنسام، وقلق يشعل السحر، ويوقد الكرم فصول روايته”. يوم الأحد شهد الأمسية القصصية التي شارك فيها كل من علي زعلة، وخالد السعن، وخديجة ناجع، وعبر جولات ثلاث قدم المشاركون نصوصًا قصصية متعددة اللألوان، استهلها علي زعلة ب “حالة قرف عام، وشرر يترامى، واشتعال”، تلاه السعن مقدمًا “الشطرنج، ودرس أخير، ووردة المساكين”، فيما قدمت خديجة “نسيج الملامح، ومذكرات مكبلة، ورائحة السواد، وحلم واحد، وأحلام الصخور، وأم اللول”. ثالث أمسية أقيمت يوم الاثنين وشهدت إقامة ندوة شارك فيها رئيس نادي جازان الأدبي أحمد الحربي، والدكتور خالد الشافعي والدكتور علي صميلي، ورئيس نادي أبها الأدبي أنور خليل الذي استهل بكلمة أشاد فيها بفكرة التبادل الثقافي بين الأندية والزيارات المتبادلة بينها، مبينًا أن أدبي أبها شرع في تنفيذ هذه الفكرة باستضافة نادي تبوك الأدبي قبل عدة أسابيع، ثم استضافة نادي جازان الأدبي، مشيرًا إلى أن جدول الاستضافات سيشمل مستقبلًا جمعيات الثقافة والفنون بأنحاء المملكة ليكون هناك تكامل ثقافي بين جميع الجهات الثقافية. رئيس أدبي جازان الأدبي أحمد الحربي تناول في كلمته ثقافة منطقة جازان من حيث الشعر والسرد وغيرهما وسبب تميز منطقة جازان في المجالات الثقافية والإبداعية، مرجعًا ذلك إلى موقع المنطقة الجغرافي الماثل بين الحجاز واليمن وكذلك قربها من إفريقيا وتأثرها بهذه الثقافات المختلفة. الدكتور علي الصميلي قدم لمحة تاريخية مختصرة عن منطقة جازان أثارت بعض المداخلات التي اختلفت معه في بعض جزئياتها وتحديدًا حول الدوافع وراء قدوم القرعاوي لمنطقة جازان. تلي ذلك تقديم ورقة لأستاذ الأدب العربي بجامعة جازان الدكتور خالد ربيع الشافعي تناول فيها التراث الشعبي في تلك المنطقة.