يتوجه الكثير من الأسر في ظل العولمة ومتطلبات الحياة المعاصرة إلى تعليم أطفالهم اللغة الانجليزية منذ الصغر، ولكن الكثير منهم لا يعلم متى السن المناسبة للبدء في تعليمها للطفل. وقال فهد النشمي الحويفي منسق موهوبين تابع للإدارة العامة لرعاية الموهوبين والمهتم بالذكاء اللغوي: إنه يفضل البدء في تعليم الطفل لغة أخرى من سن 5 إلى 6 سنوات، ولا يفضل تعليم اقل من 3 سنوات لغة أخرى حتى لا تحدث له ربكة، موضحًا أن لذلك تأثيرا على ثقافة الطفل؛ كون اللغة أهم عامل من عوامل الثقافة، بالإضافة إلى تأثير ذلك عليه من الناحية الدينية كون العربية هي لغة القرآن الكريم، معتبرًا حفظه المبكر لبعض السور القرآنية مهمًا في استقامة لسانه، وأشار إلى أن التعليم المبكر للغة الانجليزية قد يحدث لديه استخداما خاطئا لقواعد اللغة الأم كالخلط بين المذكر والمؤنث، بالإضافة إلى أن ذلك يقلل من انتمائه لها؛ فهو مهما وصل في معرفته للغة الانجليزية يعتبر دخيلًا عليها فهنالك تعبيرات ومصطلحات لا يدركها إلا من كانت الانجليزية لغته الأم، موضحا أن تعلمه للغة الإنجليزية من الصغر يؤثر على نطق الأصوات العربية ومخارج الحروف لديه كالعين والضاد والقاف والغين إلا أنه يستطيع تعلم أكثر من لغة من 5 سنوات دون أن يكون هنالك أي ضرر للغة الأم، حيث يتم تعليمه للغة الانجليزية دون إهمال للغته العربية التي يصعب الحصول عليها إن فقدت، بعكس الإنجليزية التي أثبتت الدراسات سهولة الحصول عليها، منوها إلى دور الأسرة والمدرسة في الانتباه من أن تحل اللغة الانجليزية تدريجيا محل لغته الأم، وذلك بالنسيان اللغوي الذي قد يحدث جراء تعلم لغة أخرى ودون ان يعيق ذلك أيضا تقدمه في تعلم لغته الأم العربية ويساعد على ذلك مجتمعه الذي يتحدث العربية. وينصح الحويفي بتعليم الطفل الانجليزية تدريجيا، منوها بأن تعلم اللغة لا يعتمد على السن فقط مبديا استغرابه من إصرار بعض الآباء على تعليم أطفاله للغة الانجليزية من سن مبكرة جدا دون مبالاة بخطورة ذلك على لغة القرآن ومتقبلين غزوها وتغلغلها في جميع مناحي الحياة، مشيرًا إلى أن ما فرضته التغيرات جعلت من تعلم اللغة الانجليزية ضرورة، ولكن على ألا يكون ذلك على حساب لغة القرآن.