التوعية بخطورة المخدرات عموما هي مهمة وطنية مقدسة في ظل ما نلاحظه من ارتفاع في نسبة التعاطي في المملكة . لكن التوعية تحتاج إلى أرضية معلومات صلبة ، والمعلومات تحتاج إلى دراسات وأبحاث تلبي حاجة المختصين لوضع خطة محكمة لمحاربة المخدرات . بدون معلومات دقيقة لا يمكن للأجهزة المعنية والجهات المختصة بما فيها الصحافة ، أن تفعل شيئا . وبدون معلومات ستبقى ظاهرة تعاطي المخدرات ، مجهولة الأسباب . نحن نريد وضع أيدينا على الأسباب الحقيقية حتى نعالج المرض من جذوره . كما أننا نريد أن نضع أيدينا على الأسباب الحقيقية التي جعلت شبابنا يتسابقون على ارتياد طرق التهلكة ، حتى لا نصبح نهبا للتخمينات والاجتهادات غير القائمة إلا على الظن . المسألة تتجاوز في خطورتها البعد الأمني . إنها مأساة اجتماعية تختفي وراءها العديد من الأسباب المختلفة. وما لم تتضافر جهود الجميع في التصدي لهذه المأساة ، فإن النتائج ستكون كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى . بالأمس كتبت عن ظاهرة تعاطي المخدرات من زاوية علمية . لكن ونظرا لافتقاري للمعلومات اللازمة ، فقد كان حديثي عاما ويكاد يكون خاليا من أية معطيات خاصة بأسباب انتشار الظاهرة داخليا ، وبمدى الأضرار التي ألحقتها بمجتمعنا . وهذا يعني وبكل بساطة أنني لا أستطيع أن أساهم في أية حملة للتوعية بأخطار المخدرات على بنياننا الاجتماعي ، طالما أنني لا أمتلك في الأصل ولو النزر اليسير من المعلومات الذي يمكن أن يضع الناس في الصورة ، ويجعلهم قادرين على تقييم الأخطار التي تمثلها هذه الظاهرة. إن من حقنا ككتاب وكصحفيين أن نطلع على المعلومات والأرقام التي لا بد وأن الجهات المختصة تمتلك الكثير منها . وما لم يحدث ذلك فإن الداء سيظل ينهش في جسد المجتمع الغافل عن الخطر ، بلا رحمة . إن دور وسائل الإعلام هو توعية المجتمع وكشف الحقائق للناس ولفت نظرهم إلى ما يجهلونه من أمور تتعلق بمصيرهم وأخطار تتهدد مستقبلهم . لذلك يجب أن تكون المعلومات الخاصة بهذا الشأن معروفة لدى الإعلاميين ومتداولة بالتالي بين أكبر عدد ممكن من الناس . لا توعية بلا معلومات. [email protected]