مهرجان مسرحي ناجح شهدته محافظة عنيزة مؤخراً، وقُدمت خلاله عدد من الفعاليات المسرحية المتميزة، بحضور العديد من المسرحيين والإعلاميين وعشاق المسرح، واستمرت فعالياته لمدة خمسة أيام. وكان محافظ عنيزة بالإنابة فهد بن حمد السليم قد افتتح فعاليات «ملتقى عنيزة المسرحي الأول» يوم السبت (الموافق 28/ 7 / 1431ه)، وقُدم في حفل الافتتاح عرضان مسرحيان، الأول عبارة عن لوحات مسرحية اجتماعية (منولوج) عن واقع الشباب وأحوالهم وآلامهم وطموحاتهم، كتب كلماته يوسف الوهيب، ووضع ألحانه وأخرجه علي الصفراني، وقام بآدائه: ريان الوهيب وإبراهيم الفليو بمشاركة فرقة ثانوية محمد الشبيلي المسرحية. عقاب في المدينة والعرض الآخر هو مسرحية «عقاب في المدينة» من تأليف وإخراج يوسف القرطون، وتمثيل كل من: عبدالله الرميح وعبدالكريم الشدوخي وحمد الشدوخي وعبدالحميد المطلق وعبد الرحمن العميريني وعبدالله البدراني ومشعل الحلوة وناصر البديوي، والإدارة المسرحية خالد بن عبدالله الميني، والإشراف العام محمد المطلق. تعالج المسرحية، وبقالب كوميدي ضاحك، عدد من قضايا المجتمع، وخاصة الشباب وطموحاتهم والعادات الغريبة التي طرأت عليهم، من خلال شخصية «عقاب».. الشاب القروي الذي يسافر للمدينة لزيارة أقاربه وأبناء عمه ويشاهد هناك أن طبيعته وعاداته تختلف عنهم فهو يتمتع بشخصية نقية ترتكز على موروث من القيم والعادات النبيلة بينما يختلف أبناء عمه عنه فيحاول أن يجاريهم إلا أنه لا يستطيع وحينها يتذكر والده وما رباه عليه من قيم وعادات. أنا مظلوم وتواصلت فعاليات «ملتقى عنيزة المسرحي الأول»، وتم في مساء يوم الاثنين (الموافق 30/ 7/ 1431ه) عرض مسرحية بعنوان «أنا مظلوم»، من تأليف عبدالرحمن ملفي المطيري، وإخراج يوسف العبيد الله، وتمثيل: فرقة ثانوية عنيزة العامة وعبدالرحمن المطيري وأحمد طه الفولي وبسام الشيخ وعبدالله الدهاسي وخالد السليم ومبارك الشيخ وعبدالرحمن الكعيد وعبدالحكيم القديمي وإبراهيم الخليفة، والإشراف العام محمد الميموني. وتعالج هذا المسرحية قضايا الموهبة وإعطاء الفرصة للمبدعين لإظهار إبداعاتهم وإبراز مواهبهم، من خلال المفارقة الكوميدية لشخصيات المسرحية، حيث يبرهن البطل بأنه يستطيع أن يُوجد الحلول المناسبة، استناداً إلى موهبته وقدراته، وأنه لجأ إلى التنكّر وإدعاء الجنون بعد أن رفض المحيطون به أن يقتنعوا بما لديه من قدرات ومواهب. تكريم المشاركين بدورة تم خلال افتتاح «ملتقى عنيزة المسرحي الأول» تكريم الفرق المشاركة، وتكريم الدارسين، بدورة إعداد الممثل التي سبق وأن نظمتها جمعية المسرحيين السعوديين في محافظة عنيزة في فترة سابقة، وتسليمهم شهادات الدورة. «دعبل» في الختام وأختتم «ملتقى عنيزة المسرحي الأول» عروضه المسرحية، التي استمرت خلال الفترة من 28- 7 إلى 2- 8/ 1431ه، على خشبة مسرح مركز صالح بن صالح الاجتماعي، والذي نظمته جمعية المسرحيين السعوديين (فرع محافظة عنيزة) ومركز صالح بن صالح الاجتماعي وإدارة التربية والتعليم بمحافظة عنيزة وبرعاية مهرجان التسوق الثالث، وذلك بعرض مسرحية «دعبل في مهب الريح» وقدمتها فرقة ثانوية الشيخ عبدالرحمن بن سعدين وهي من تأليف عبدالعزيز الجابر، وإخراج عمر القاضي، والإدارة المسرحية عبدالرحمن الهطلاني وعمر الصائغ، والإشراف خالد العبيد، وتمثيل كل من: يوسف المنيع وعبدالله الدخيل وعمر الهدهود ومحمد السعيد وريان العويد وإبراهيم القرطون وعبد الله الفارس ومالك المانع، والمسرحية -بصفة عامة- هي فنتازيا كوميدية ساخرة.. تعالج مشاكل الطلاب المبتعثين خارج المملكة وما يتعرضون له من مشاكل واستغلال وما يمارسه البعض منهم من تسيّب واستهتار دون مراعاة للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد أو حتى احترام الدول التي يتعلّمون بها. كما تعالج هذه المسرحية (دعبل في مهب الريح) موضوع الانتماء الوطني، وأهمية تمثيل الوطن التمثيل الأمثل، وذلك من خلال المقارنة بين شخصيتين لطالبين مبتعثين خارج المملكة، أحدهما «دعبل» الذي انغمس في الملذات وأهمل دراسته والهدف الذي أُبتعث من أجله مما أدى به للفشل، بينما نجح صديقه واستفاد من بعثته. وعرضت المسرحية أطروحاتها في قالب خيالي (فنتازي)، من خلال استدعاء شخصية «دعبل» التاريخية، ونفيه لدى قبيلة امرئ القيس العربية. وبين الواقع والرمز التاريخي.. توالت المواقف الكوميدية لهذا العرض المسرحي الهادف.