توضح م.غانية شوكت داغستاني اختصاصية تنمية الموارد البشرية أهم ملامح الأطفال الموهوبين فتقول: يعتبر الأطفال أثمن ثروة لأي مجتمع من المجتمعات إذا أحسنت تربيتهم ورعايتهم، والموهبة هي عطية من الله تعالى ولكل فرد موهبة معينة، يكمن فيها الإبداع، وفي الحديث الشريف “كل ميسر لما خلق له” والسؤال الذي يطرح نفسه هل الموهبة والإبداع يولدان مع الطفل أم أنهما مكتسبان؟ فعلماء النفس يؤكدون أن كلاً من البيئة والوراثة لهما أدوار، والمقصود بالبيئة هي الأسرة والمدرسة والمجتمع، ويؤكدون أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ذكي مبدع، لكن بالضرورة أن يتمتع كل مبدع بالحد الأدنى من الذكاء. وتُضيف فتقول: من أهم ملامح الأطفال الموهوبين التأمل والقدرة على رؤية أكثر من وجه للأشياء: يميل الأطفال المبدعون إلى أحلام اليقظة فهم لديهم قدرة من الصغر على التصور والخيال فيبدأ الطفل برسم تخيلات وتأملات وللأسف بعض الأسر أو المدرسين في المدارس يقحمون الأطفال ويمنعونهم من التصور والتخيل، لذلك ننصح الأهل بأن يخصصوا وقتًا للأطفال للخروج للمتنزهات العامة وقضاء وقت في أحضان الطبيعة مع أطفالهم والاستماع الجيد لهم ومشاركتهم التأمل. ومن الملامح الدالة على موهبة الطفل كذلك القلق: حيث يظهر على الأطفال المبدعين نوع من القلق خصوصًا عندما يطلب شخص كبير من أحدهم توضيح كل خطوة من خطوات عملية التبرير لمعرفة معنى تصرفاتهم، لذلك من الضروري على الأهل الانتباه لهذا فلا يطلب التبرير على كل تصرف أو عمل قام به الطفل. وأيضًا قد يبدو على الطفل ميل للاستقلالية والانشغال الذهني الذاتي والعمل المنفرد: فيقضي الطفل الموهوب ساعات لا حصر لها في عمل محدد، أو لعبة معينة، اختاروها بأنفسهم ويحب أن يعمل ويلعب بشكل منفرد ضمن عالم يصنعه هو فينمي بالتالي من خلاله موهبته ويفجر إبداعه، وربما كانوا مزعجين ومسببين للفوضى التي تمتعهم في اكتشاف مواهبهم، فلا يتذمر الأهل من هذه الفوضى فهي طريقه للإبداع. ومن الملامح كذلك الأسئلة والنقاش المفتوح، فالطفل المبدع يسأل عن كل شيء ويسأل أسئلة مثيرة وخارج المنهج، لذلك يجب على الأهل الإجابة عن أسئلتهم وتوضيحها بطريقة تناسب عمر الطفل لتنمية قدراته.