× في زمن ما قبل عصر الاحتراف كانت مقولة (إذا فاتتك الكورة لا يفوتك اللاعب) عبارة رائجة تجد على بساط الواقع من يحترف تنفيذها من اللاعبين المصارعين. × وبما أن ذلك تراث غابر ارتبط بحقبة كان فيها تواجد اللاعب (الوحش) على لغة أهل الحديد وبناء الأجسام عملة نادرة فإنه يفترض أن (ينقرض) اليوم في ظل عصر الاحتراف وصناعة كرة القدم. × فلاعب كرة القدم اليوم عبارة عن (ملايين) تمشي على قدمين هما في واقع الحال أدوات الصنعة لكل لاعب فبدونهما يخرج من فلك كرة القدم بالكلية. × ولذلك فإن لاعب اليوم رغم ما يعيشه من أجواء الاحتراف إلا أنه يظل يحمل هاجس الإصابة التي تمثل له كابوساً مزعجاً في ظل ما يشاهده من إصابات (منهية) لكثير من اللاعبين. × والتي تتقاطع في معظمها أنها بفعل فاعل من خلال دخول عنيف من لاعب (غفل) للحظات عن عاقبة ذلك التصرف الذي مؤكد أنه سيندم عليه ولكن بعد فوات الأوان. × ولذلك لم يكن شعار (اللعب النظيف) الذي ينادي به الفيفا ويؤكد عليه في جميع مناسباته إلا تعبيراً عن خطورة أن تتحول ملاعب كرة القدم إلى (حلبات) مصارعة. × حتى وإن كان القانون يمتلك أدوات العقاب لمثل أولئك اللاعبين المصارعين إلا أنها مهما كانت من القوة فإنها لن تعيد للاعب عافيته بعد أن تحمل أشعة إصابته عنوان (كان هنا عظام). × لقد فقد البساط الأخضر الكثير من النجوم والكثير الكثير من اللاعبين من جراء تهوّر عينة من اللاعبين الذين لازال يعشش في فكرهم منطق (ما يفل الحديد إلا الحديد). × ف..كرة القدم .. رغم كونها تعتمد على القوة الجسدية المنضبطة، فهي أيضاً لعبة الفكر والمتعة والجمال لعبة يفترض أن تتجسد فيها كل معاني (الروح الرياضية) التي هي أساس لكل تنافس شريف.