إن الطلاق هو نتيجة لتأزم العلاقة الأسرية وانسداد الافق في مستوى التفاهم والحوار بين الزوجين، فهو الخيار الأبغض والأصعب ولكنه الحل الذي يحقق سلامة الزوجين من الانتهاكات والازمات المختلفة ولذلك عبر عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه .. (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان..). إننا عادة ما نتضجر من كثرة أعداد حالات الطلاق في المجتمع ونجعلها مؤشرا لوجود أزمة في المجتمع ونتجاهل حالات التأزم التي سوف تستمر وتتفاقم لو لم يحدث هذا الطلاق ، فكم من حالات أسرية لا تعد من حالات الطلاق إلا أنها تعيش أجواء الطلاق أو الانفصال، فبدلا من أن نبكي ونتضجر على كثرة أعداد حالات الطلاق في مجتمعنا والتي بعضها يعتبر حلا لمشكلة عظمى فلنبك ونتضجر على الحالات الاسرية التي تعاني من عدم الانفصال تحت ضغط حب الابناء ولم شملهم أو نظرة المجتمع حيث تدفع ثمن هذه المعاناة المستمرة بشكل يومي وتستنزف من حيث لا تشعر، فكم امرأة مطلقة أفضل حالا من متزوجة ولكنها معلقة، فهل تحمل هذه المعاناة التي وصلت إلى طريق مسدود يعد تضحية من أجل الأبناء أم تضحية بهم ، فالبيت الذي لا يوجد فيه استقرار وانسجام وألفة بين أطرافه كيف يمكن له أن ينتج أبناء صالحين ومؤهلين؟ أي لم شمل هذا الذي نتيجته تربية العقد النفسية داخل أبنائه وانهيارهم وتحقيرهم والذي سينعكس على تعاملهم مع من حولهم من الأقارب وأبناء مجتمعهم؟ إننا لا بد أن نواجه أنفسنا ونعترف أن بعض الحالات تحتاج إلى وقاية وعلاج وبعضها لا علاج لها إلا الطلاق فهو أفضل السيئ لأن بعض الأمراض لا علاج لها إلا استئصالها. بدر مطلق الجويد - المدينة المنورة