طالب الباحث عبدالله بن سعيد الزهراني المختص في تاريخ وآداب المسجد الحرام، والعضو المؤسس بمشروع تعظيم البلد الحرام باعتماد مكةالمكرمة مركزًا للتوقيت العالمي بدلًا من مدينة غرينتش، تصحيحًا للخطأ الكبير الذي حصل قبل نحو قرن من الزمان باعتماد غرينتش مركزًا للتوقيت العالمي، قائلًا: “إن ذلك تم لدواعٍ سياسية وليست لها علاقة بالأصول العلمية. وأكد الزهراني أن العلم قد أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن مكةالمكرمة هي قطب العالم ومركز دائرته، لذلك فهي المكان الأنسب لاعتمادها مركزًا للتوقيت. وطالب الزهراني الجهات ذات العلاقة بالتحرك لتحقيق هذا الهدف العلمي”. ما قصة بداية مركز التوقيت العالمي ومدينة غرينتش؟ يعتمد العالم في توقيته حاليًا على مدينة غرينتش التي تقع جنوبلندن، والتي تم الاتفاق عليها في مؤتمر عقد في كولومبيا عام 1884م، وذلك بضغوط سياسية من بريطانيا (القوة العظمى في ذلك الوقت)؛ لجعل مدينة (غرينتش) بداية للتوقيت العالمي، وبالتالي جعل خطها بداية للخطوط الطولية في الأرض، ويحمل الرقم (صفر)، ومن المعلوم جغرافيًا أن مدينة غرينتش يختلف خط طولها الأرضي عن خط الشمال المغناطيسي بمقدار(8،5) درجة؛ وبالتالي فإنها ليست مناسبة لأن تكون المدينة التي يعتمد عليها العالم في توقيته؛ لكون اختيارها لم يتم على أسس علمية محايدة، وإنما تم كما أوضحنا بالهيمنة العسكرية والسياسية. حقيقة علمية وهل تم التأكد أن مكةالمكرمة تقع في وسط اليابسة، أم أنها لا زالت نظرية؟ المدينة التي يجب اعتمادها لتكون مركزًا للتوقيت العالمي يجب أن يتجه خط طولها إلى الشمال الحقيقي (الجغرافي)، ولا يتوفر هذا إلا في مكةالمكرمة، وهذا من المعجزات التي اختص بها المولى عز وجل أقدس بقعة على وجه الأرض يتوجه إليها أكثر من مليار مسلم خمس مرات في اليوم والليلة، وقد ثبت للعالم أنها تقع في وسط اليابسة في العالم الجديد، وحتى في العالم القديم قبل اكتشاف الأمريكيتين وأستراليا؛ حيث نشر بحث قام به عالم مصري هو الدكتور حسين كمال -رحمه الله- عام 1977 أكد فيه أن مكةالمكرمة تقع في وسط اليابسة، كما أكد ذلك عدد من العلماء والباحثين الغربيين، فموضوع توسط مكةالمكرمة لليابسة أصبح حقيقة علمية لا ينكرها أحد، وقد قال الدكتور زغلول النجار المختص بهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية: “إن هذه اليابسة التي نعيش عليها كانت في الأصل قارة واحدة، يسميها العالم القارة الأم، ثم فتتها الله عز وجل إلى سبع قارات، ويوضح أن الأرض لها خط طول حقيقي (جغرافي) وخط طول مغناطيسي، وخط الطول الحقيقي يتجه للنجم القطبي، والذي جعله المولى عز وجل مثل البوصلة في السماء لتحديد الشمال، وخط طول مكةالمكرمة ينتصف العالم تمامًا، ويتجه للشمال الحقيقي، بينما خطوط الطول لمدن العالم لها انحراف مغناطيسي بدرجات متفاوتة. شروق متواصل وما علاقة الكعبة المشرفة بتوسط اليابسة؟ الكعبة المشرفة تم بناؤها بدقة هندسية شديدة بغض النظر عن الخلاف حول أول من بناها، وهل هم الملائكة أم إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، حيث إن الحجر الأسود يتجه للشرق، وتشرق عليه الشمس طوال العام رغم اختلاف مواعيد الشروق، وقبل وجود المباني العالية حول الحرم كان يمكن مشاهدة ومتابعة هذا الأمر بوضوح، ولا عجب في هذا؛ فالبيت هو بيت ملك الملوك عز وجل، وهو أول بيت يعبد الله تعالى فيه على الأرض؛ لذلك فالكعبة الشرفة تقع ليس فقط وسط اليابسة بل تحت البيت المعمور، وهو كعبة أهل السماء”. وما علاقة مكةالمكرمة والكعبة المشرفة بالبيت المعمور؟ ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته للسماء السابعة: “ثم رفع بي إلى البيت المعمور، فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف لا يعودون إليه آخر ما عليهم”. وعن قتادة قال: ذكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه” “أتدرون ما البيت المعمور”؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: “فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة لو خر لخر عليها”. وإسناده مرسل صحيح، وقد خرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، فمكةالمكرمة والكعبة -شرفهما الله تعالى- تتوسطان اليابسة، والبيت المعمور هو كعبة أهل السماء يطوفون ويتعبدون كما يطوف أهل الأرض بالكعبة المشرفة. وقد قال بعض العلماء: “إن هذا يعني أن الكعبة المشرفة تتوسط الكون بأسره” والله أعلم. دعوات للتحرك وهل كان هناك مطالبات سابقة بتصحيح هذا الخطأ، واعتماد مكةالمكرمة مركزًا للتوقيت العالمي؟ كما أوضحنا فهذا الخطأ الجسيم الذي تم باعتماد مدينة غرينتش مركزًا للتوقيت العالمي حدث قبل أكثر من مائة وعشرين عامًا، ولم نسجل أي مطالبات جادة باعتماد مكةالمكرمة للتوقيت العالمي إلا في السنوات الأخيرة؛ حيث عقد مؤتمر في قطر وآخر في اليمن لهذا الغرض، شارك فيهما عدد من علماء المسلمين المختصين، كما أن عددًا من المنصفين من علماء الغرب طالبوا بهذا الأمر. ما هي الجهات التي يمكنها المطالبة بهذا الأمر؟ يمكن لعدد من الجهات في العالم الإسلامي المطالبة بهذا الأمر مثل منظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، وهيئة علماء المسلمين، ومشروع تعظيم البلد الحرام، وحتى الجهات العلمية المختصة في البلدان الإسلامية، بل حتى في البلدان غير الإسلامية؛ لأن هذه حقيقة علمية، وفيها مصلحة للعالم بأسره. هل هناك علاقة لهذا الأمر بتدشين ساعة مكة العالمية؟ ساعة مكة العالمية التي تعد أكبر وأعلى ساعة في العالم، وتقع بوقف الملك عبدالعزيز أمام المسجد الحرام مرتبطة بمراكز التوقيت العالمي، وتدار بالأقمار الصناعية، وهذا يسهل اعتماد مكةالمكرمة لوجود مثل هذه الساعة ذات التقنية العالية.