وصفت وكالة رويترز للأنباء المساعي التي يبذلها ناشطون إسلاميون لإقرار أيام عيدي الفطر والأضحى، كأعياد رسمية في عطلات المدارس بالولايات المتحدة بأنها خطوة مهمة نحو إزالة مشاعر الريبة المتنامية وسط قطاعات عديدة من الشعب الأمريكي. وينادي المطالبون بتلك الخطوة إنها خطوة طبيعية، ذلك أن المسيحيين واليهود يحظون بإقرار أعيادهم ضمن التقويم المدرسي، وما دام أن الدولة تعترف بالإسلام كدين رسمي؛ فليس هناك ما يمنع عدم إقرار العطلات الدينية، لاسيما وأن التقويم المدرسي يمنح إجازة لثلاثة عشر يومًا هي أيام الأعياد اليهودية مثل رأس السنة العبرية والأعياد المسيحية المختلفة، بينما لا توجد إجازة لأي عيد إسلامي. وتقول الوكالة: “كان مسلمون في مدينة نيويورك قد تقدموا بمطالبة مماثلة لرئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ لكنه رفض الاستجابة لذلك الطلب، قائلًا: إن المدارس بحاجة إلى أيام دراسية أكثر، وأنه ليس بالإمكان تخفيض أوقات الدراسة أكثر مما هي عليه”. لكن تشير قطاعات إسلامية واسعة بالمدينة إلى الحاجة الماسة لتلك الخطوة، لاسيما بعد مرور ما يقارب العقد من الزمن على هجمات سبتمبر 2001م، التي تعرضت لها المدينة، وما صاحبها من ازدياد معدلات الخوف من الإسلام، وما تعرض له المسلمون في الولاية من مضايقات واسعة، كما أن الولاية تضم أكثر من 100 ألف طالب مسلم في المدارس العامة، أي ما يوازي 12% من إجمالي مجموع طلابها. وكان مئات المسلمين قد احتشدوا أواخر شهر يونيو الماضي أمام مبنى البلدية رافعين شعارات تطالب بمساواتهم بالمسيحيين واليهود، في خطوة فسرت بأنها محاولة للضغط على بلومبرغ. وقامت بعض المنظمات الإسلامية في المدينة بتقديم مشروع لمجلسي النواب والشيوخ لمناقشة القضية والبت فيها، وتلقوا وعودًا بالنظر في المشروع عاجلًا، وفي حالة إقراره فإن ذلك يصبح قانونًا ملزمًا على السلطات المختصة تنفيذه فورًا. وفي تعليق لها على هذا الموضوع تقول المتحدثة باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية فائزة علي: “لا ندري السبب الحقيقي لرفض الطلب من قبل البلدية، هؤلاء مواطنون أمريكيون لهم حقوق دستورية، كثير من هؤلاء الطلاب يشعرون وكأنهم يجب أن يختاروا بين الدين والمدرسة”. ورغم أن بلومبرغ كثيرًا ما يتحدث عن التسامح والتنوع، ويؤيد بناء المساجد، ومنها مسجد بالقرب من موقع برج مركز التجارة العالمي، الذي دمر في هجمات انتحارية شنها تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001م، إلا أنه يبدي تشددًا واضحًا حيال عطلات المسلمين. وأضافت فائزة علي: “نشعر بإحباط شديد جراء رفض سلطات البلدية الاعتراف بأعياد المسلمين كعطلات رسمية، ورغم أننا نتحدث مع أبنائنا عن ضرورة الاندماج في المجتمع، ونحدثهم عن هذه البلاد العظيمة، إلا أننا نفاجأ بهم يسألوننا عن السبب في عدم الاعتراف بأعيادهم، وهذا يبعث لهم برسالة مشوشة”. وختمت حديثها مناشدة السلطات بأهمية مراعاة هذه القضية، وقالت: “إضافة الأعياد للتقويم سيبعث رسالة إيجابية للمجتمع المسلم، وهي مرحبًا بكم هنا”.