تتنافس كثير من الأسر على إحياء حفلات الزواج بشكل مفرط ومغالى فيه بعكس ما أوصانا به الشرع الحنيف. ولعل القصص الواقعية تعكس حجم المآسي التي يخلفها حب المظاهر، وحسبما أفادت سيدات أن إحداهن ظلت 12 عاما وهي تسدد ديون زواج ابنتها وأخرى اضطرت إلى اقتراض مائة ألف ريال من أحد البنوك لتغطية زواج ابنتها الصغرى ومع غرابة القصتين تتجلى ثالثة “أغرب” بطلتها تعيش في أحد الأربطة الخيرية بمحافظة جدة وتدعى سلمى فحينما أرادت تزويج ابنتها الصغرى أصرت على أن تحيي الحفل مطربة معروفة، وقد طلبت تلك المطربة لقاء إحياء تلك الحفلة مبلغا كبيرا، وتقول سلمى لقد قمت ببيع ما أمتلكه من أثاث ومصاغ من أجل دفع تكاليف المطربة... بيع الممتلكات السيدة فوزية الحسيني أرملة تقول انها اضطررت لبيع قطعة أرض وحيدة تركها المرحوم كما اضطرت أيضا لبيعها بأبخس الأثمان لسداد فاتورة زواج ابنتها والتي كلفتها نحو120 ألف ريال، على الرغم من أن المهر الذي دفعه العريس لا يتجاوز العشرين ألف ريال فقط وعن ملابسات زواج ابنتها قالت كمثل غيري لابد أن أقيم حفلا يليق بسمعتي -حسب قولها- فقررت أن أقيم الحفل في أحد فنادق جدة المشهورة وأن تحيي الحفل مطربة معروفة ولم يقم ذوو العريس بمساعدتي ماديا لأنهم رفضوا فكرة حفل زواج كبير بل اقترحوا أن يكون الزواج متواضعا وفي إطار الأسرة ولأن الفرح يتعلق بابنتي الوحيدة، فقد قررت أن يكون حفل الزواج مناسبة عامرة ومشهورة، ومن أجل ذلك قمت بحجز صالة في أحد الفنادق عدا بقية المظاهر من بوفيه مفتوح وتصوير ومطربة مشهورة مما جعلني أتحمل تكاليف الزواج والتي قدرت بمائة وعشرين ألف ريال.. ولا زلت رغم مرور 5 سنوات على الزواج مثقلة بالديون والهموم. وتصف مريم الصائغ زواج ابنها بأنه زواج وخراب ديار على حد وصفها وتقول: تزوج ابني منذ 6 أعوام، فاضطررت حينها إلى بيع مصاغي ومجوهراتي وبعض أثاث منزلي واقترضت من بعض الأهل والمعارف وحتى البنوك كل ذلك من أجل إحياء زواج ابني الوحيد والذي كلفني زواجه زهاء مائة وأربعين ألف ريال.. وحول أسباب ذلك قالت أنه بالطبع من أجل حب المظاهر وكل ذلك حتى لا يتحدث عني الآخرون وتبرر فعلتها بأنه ابنها الوحيد والزواج يتم لمرة واحدة ولن يتكرر لذلك فلابد أن يكون الفرح مبهرا ويتحدث عنه الآخرون حسب قولها.. وعن الأسباب تقول إنها كانت تخشى من أحاديث الأخريات بأن حفل زواج ابني ليس على ما يرام، فلذلك أقمت مناسبة زواج تحدث عنها الجميع وحسدوني عليها لكن النهاية كانت مريرة بالنسبة لي، حيث تحملت ديونا طائلة لا زلت أرزح تحت وطأتها حتى اليوم. وتقول إن الزواج والمناسبات المفرحة تكون لمرة واحدة في العمر فلماذا لا نفرح بها ونباهي ونفاخر. لكن أسرة العروس ليلى عبدالعزيز لم تكن سعيدة حينما اشترطت ليلى العروس أن يقام حفل زفافها بشكل غير مسبوق، ونتيجة ذلك رفض ذوو العريس هذا الشرط فقد رضخت أسرة العروس، وبخاصة والدتها لشرط ابنتها وقررت إقامة حفل كبير في فندق خمسة نجوم، وقد أحيت الحفل مطربة معروفة.. أما النتيجة أن تحملت الأسرة ديونا كبيرة فاقت المائتي ألف ريال. وتقول والدة ليلى رغم مضي 5 سنوات على حفل الزواج الذي لم يحالفه النجاح بعد أن تم الطلاق وعادت الزوجة إلى منزل أهلها برفقة وليدها الذي كان ثمرة هذا الزواج الفاشل؛ فإن الأسرة لا زالت تقوم بسداد تكاليف حفل الزواج الآن.. الزواج مظاهر وتقول والدة ليلى: حينما يذكر الزواج يرتبط اسمه بالمظاهر بلا شك وكثير من الأسر وخاصة الأمهات والزوجات أنفسهن لا يحبذن إقامة زواج عادي بل يفضلن إقامة زواج كله مظاهر.