«نور» شغل الاتحاديين الشاغل في الايام الماضية، وحديث الوسط الرياضي عامة، وباتت قصة نور تُروى بطرق مختلفة، مع بعض التصريحات الإدارية المحدودة التي لا تتجاوز النفي أو محاولة ذر الرمل أو خلق هدنة تعيد الأوضاع لطبيعتها وليبقى اللاعب بعيدًا عن الفريق. . وظل الطرف الأهم يتلجم الصمت، رغم تسارع الأحداث، وتسويف الخطى، حتى وصل الأمر إلى ارغام نور على التدريب مع الفريق الاولمبي الاتحادي، في توال للكثير من المواقف التي واجهها نور أمام الإعلام المتلهف لاخراج نور عن صمته .. وباصرار كبير من جماهير العميد أمام التسريبات الكثيرة المخالفة للحقائق كان لابد لصاحب الشأن أن يتحدث، ونجحت «المدينة» في الغوص في اعماق نور، ودون الخوض في التفاصيل، إلا أن المفاجأة بأن كل «القضية» تمثلت في غيابه عن كشف طبي، كان من الممكن أن يحتوى باجتماع إداري يجمع الإداري والمدرب، لاسيما وأن اللاعب حضر للنادي غير مرة بحثا عن حل، وبيده خطاب يتساءل من خلاله عن أسباب الابعاد أمام أبواب «مؤصدة» * يقولون إنها قصة موسمية .. فما ردك على هذه المقولة؟ - اعتقد أن هذه النقطة بداية (الطبخة) التي أوجدت هذه القصة. * ماذا حدث بالضبط.. ولماذا وصلت الأمور إلى هذا الطريق المسدود؟ - غيري أولى بالإجابة، أما السيناريو مع المدرب جوزيه فقد بدأ منذ اليوم الأول في التدريب، إذ حضرنا بعدد قليل من اللاعبين التدريب الصباحي، ورفض المدرب تدريبنا لقلة العدد، وهذا شأنه، ثم تتابعت الأمور بعد يومين حيث استدعاني وقال “لماذا لم تحضر مع المجموعة الأولى في تمام العاشرة” فرددت قائلا “موعد تدريبي هو الحادية عشرة مع المجموعة الثانية، كما هو محدد” فقال المدرب “جرب غدًا واحضر في الحادية عشرة، حتى أجلسك هذا العام في منزلك”. * عفوًا .. أين الجهاز الإداري من تواتر هذه الاحداث؟ ولماذا لم تبلغهم؟ أو لم يسمعوا أو يروا الحديث الدائر بينكما؟ - بعد التدريب مباشرة اتصلت بالمشرف العام (الباز) وأبلغته بكل التفاصيل، ووعدني بحلها، واعتقد أنه تحدث مع المدرب. كشف روتيني * وما قصة الكشف الطبي .. وغيابك عنه؟ - أولا لابد أن يعرف الجميع ان الكشف الطبي (كذبة) كبيرة وكلمة حق أريد بها باطل، فهو روتيني سنوي مهما اختلفت أسماء المدربين، ولم يكن يوما مشكلة لنور أو لغيره، من اللاعبين، فقد حضرت أربعة أيام متتالية صباحا ومساء رغم حدة المدرب معي، من أجل الاتحاد، وتجنبا للإشكالات، وغيابي عن الكشف كان مسببا، اصيبت يدي وتواجدت في المستشفى صباحا، وفي المساء حضرت بيد مضمدة، وبشكل ظاهر للجميع، وفوجئت بحسن خليفة يقول لي بالحرف الواحد “المدرب يقول إنه ليس لك تدريب” ولقناعتي بحجتي والدليل الذي في يدي ولا يحتاج إلى برهان توجهت للمدرب لكي اضعه أمام الحقيقة مباشرة، فرفض بعبارة اذهب إلى منزلك.. وإلى هنا انتهت القصة مع المدرب، أما الجرح في الكف فأمره هين فقد حضرت لتدريبات مباريات بجروح نفسية ولا أمن على الاتحاد الذي قدمني ولكن يعرفون جيدا ان نور حضر في أحلك الظروف وهو يعاني أزمات نفسية تتعلق بوفيات ذات قرابة لا يمكن الغياب عنها إطلاقًا. * تردد كثيرا أن المدرب الحالي التقى بك في حضورك الثاني للنادي بعد (المشكلة) وطلب منك الكشف عن موضع الإصابة فامتنعت؟ -هذا الكلام عار من الصحة، وكذبة أخرى، وهذا السبب تحديدا هو من دفعني للحديث، لأن هناك من بات يقلب الحقائق، بهدف تضليل جماهير الاتحاد والرأي العام، والصحيح أنني حضرت للنادي وقدمت خطابا للدكتور اليامي كونه مسؤول الاحتراف تساءلت من خلاله لماذا أنا مبعد عن التدريبات وأنا لاعب محترف؟ ولم يتحدث معي المدرب اطلاقا، ولم ألتقه، ولو كان هدفهم احتواء الموقف فقد حضرت إلى النادي بحثا عن حل، ولكن دون فائدة .. فقد تسلموا خطابي ثم غادرت، وكنت أثق تماما في الدكتور اليامي. مكيالان *في المقابل تردد أن زملاءك تغيبوا أيضا عن التدريب الصباحي الاول، كما أن هناك من غاب ثلاثة أيام صباح مساء، ودخلوا التدريب يوم الأربعاء مباشرة دون عقوبة، هل اختلاف المكاييل والتعامل سبب غضبك؟ - مهما كان لن أتحدث عن زملائي وما حدث لهم، فأنا قائد الفريق ومن واجبي أن أقف معهم وأذلل لهم الصعاب، وإن كنت سأتحدث سأتطرق عن الشباب الذين خسرهم الاتحاد دون أن يراهم المدرب ويحدد مصيرهم، وتلك قصة أخرى. * ولكن اختلاف التعامل يسبب المشاكل في كافة أمور الحياة؟ - أنا لاعب محترف التزم بما لي من حقوق وما علي من واجبات وهي لا تتداخل مع ما يحدث مع غيري ولو عوملت بنظام الاحتراف فلن أغضب، وان غضبت علي أن التزم بالنظام، وان كان لي من كلمة مهمة .. النظام مهما كانت صرامته يحترم خاصة عندما يطبق على الجميع وبالمساواة. انضباط نور * هناك من تحدث عن أن نور لاعب غير منضبط، ودائما تقع عليه الاستفهامات؟ - يستحيل أن يستمر لاعب في الملاعب (20) عاما وفي الفريق الأول (16) عاما وهو غير منضبط، و غير المنضبطين ينتهون سريعا، ولكن مشكلة بعض الإداريين لا يرغبون في وجود اللاعبين الصريحين، الذين يدافعون عن حقوق زملائهم، وعندما أفعل هذا ليس تطفلا مني، وإنما واجبات القيادة تفرض علي الدفاع عنهم، وبالمناسبة لاعبو الاتحاد انموذج في الاخلاص والتضحية وهذا اسلوبهم ومن لا ينسجم مع الاخلاص لا يعيش في فرقة النمور. شهود عيان * تحدثنا عن الجهاز الاداري ووصلنا إلى حمد الصنيع .. فما دوره بالضبط؟ - الصنيع وحسن خليفة خلف أمور كثيرة في الفريق الكروي، فقد كلفا بالتعاقدات وهما من جلس مع المدرب في مدينة دبي، وتحدثا معه عن كل ما يخص الفريق، واللاعبين، ولا أعرف الصورة التي نقلاها بالضبط عني أو عن غيري من اللاعبين، فهناك العديد من (الروايات) التي لا أرغب الاستماع لها أو الخوض فيها، فالشائعات تحدث ولكن هناك كلاما مسندا يكشف الكثير من الأمور، ومن أكثر من شخص، حيث قال لي زملائي إن المدرب عندما تحدث عني ذكر في حديثه بأنهم قالوا له “نور يُغير المدربين والرؤساء” ونُقل لي مادار في الاجتماع حرفيا لانه كان من أجلي وبطلب من زملائي، ومن نقل لي مادار في الاجتماع لم يكن واحدا أو اثنين، والجماعة من الصعب أن تكذب، طالما أن الرواية واحدة، فقد صدقتها ومن عاشرتهم سنوات بالتأكيد لن يكذبوا، وجميعنا نتمنى الاستمرار سوية، وحل المشاكل دائما يكون بمبادرة من اللاعبين، وبالمناسبة الصنيع افتعل لي مشكلة سابقة مع المدرب (هيكتور) فأبلغني الصنيع أنني مستبعد من السفر إلى أوزبكستان بقرار من المدرب، فاتصلت على المدرب عن طريق المترجم وقال لي “هذا الكلام غير صحيح، ولم أستبعدك وتعال إلى المطار” وبطبعي لا أحقد وتجاوزت المشكلة لمصلحة الاتحاد، وكثيرون يعرفونها من داخل الفريق، والمكائد لم تكن وليدة هذا العام، ومن فعلها مرة يكررها مرات وقد اتصلت على المشرف محمد الباز وابلغته بما قاله حمد من كلام غير صحيح ووعدني باتخاذ الاجراء المناسب. تعنت وترصد * وماذا عن حسن خليفة؟ أيوجد هناك خلافات؟ - منذ سنوات طوال وحسن خليفة يتهدد ويتوعد بانه سوف يُنهيني ويُنسيني كرة القدم، وهو من سيكتب نهايتي ولم أعبأ بما يقول، لانني أؤمن بأن الملعب هو الفيصل، والقصة الاخرى بدأت مع خليفة قبل لقاء الوحدة، بعد الغاء عقد كالديرون وتسلم خليفة مهام قيادة الفريق تدريبيا، في اثناء تواجدي في المعسكر أبلغت بوفاة خالتي خلال وجود رئيس النادي (د.المرزوقي) حينذاك، وحسن خليفة بطبيعة الحال، وطلبت حضور الدفن فجرًا في مكةالمكرمة، والعودة تقديرا لظروف الفريق الصعبة في ذلك الوقت، وقدر رئيس النادي ظرفي ووافق، ولكن (الكوتش) قال حرفيا “ليس لدي كلام مثل هذا وماعندي عزوات”، دون احترام للموقف، ولو كان مدربا أجنبيًا حضر من أوروبا، أو من أمريكا الجنوبية لاحتضنني وحاول التخفيف عني، بدلا من كلام خليفة الذي عرى شخصيته أمامي وأمام الجميع آنذاك، حتى بعد أن تأكد من العزاء حيث كان يشكك ان هدفي هو الخروج فقط، بل لم يكلف نفسه بتعزيتي، وأتذكر قصة لي مع كالديرون خرجت لمتابعة حالة زوجتي في يوم مباراة، وكان يتابعني هاتفيا للاطمئنان، وأقدر له ذلك الموقف. * الا ترى أن خلافاتك مع خليفة قديمة وجديدة؟ -حسن لا يهمه الا نفسه، وان تكون التعاقدات من خلاله، واذكر قصة الاتفاق مع النجم المصري زيدان، من قبل الاستاذ منصور البلوي، وقدمه لكالديرون، ولأن اللاعب وصل بطريقة مباشرة (لف حسن ودار) وأقنع كالديرون بعدم جدوى اللاعب والتعاقد معه، وفي النهاية خسرنا نجما كان سيساهم معنا في احراز البطولات، لاسيما أنه بعد ذلك مباشرة تألق في البطولة الإفريقية وارتفع ثمن عقده، والبديل الذي جاء به خليفة متواضع جدا، فضلا عن خلافات اعتاد أن يصنعها مع اللاعبين. مصلحة النادي * لماذا هذه المواقف من الصنيع وخليفة؟ - بالتأكيد لها أسباب فلديهما مشاكل مستمرة مع اللاعبين الشباب وهم بدورهم يلجأون إلي كقائد للفريق ويشتكون لي واتصدى لهما واكشفها لاول مرة، وان كنت لا أود الخوض في ذلك وقناعتي ان الشباب كان يفترض ان يأخذوا فرصتهم ويراهم المدرب كما ان تجديدات عقودهم يجب ان تتم بطريقة احترافية وليس باسلوب لي الذراع، واذكر قصة ان الصنيع هدد علي الزبيدي ومحمد ابو سبعان بالتوقيع على عقديهما الاحترافيين بالشكل الذي يراه هو، وقال لهما نصا: (حتى نور لن يقف امامي) ويفترض ان يتم التوقيع بالتفاوض والاحتراف وليس بالتهديد والوعيد وضرب الامثلة بكبار الفريق وبالعودة للاعبين الشباب، فقناعتي ان يحصلوا على الفرصة في تدريبات الفريق ويتنافسوا مع اللاعبين الاساسيين والبقاء للافضل وكما يقولون “الجيدة تفوز براعيها”، ووجهة نظري ان التنافس القوي لمصلحة الاتحاد ولقوة الفريق ويستحيل ان اتساهل او اصمت عن مصلحة الاتحاد حتى وان كانت النهاية ان يغادر نور العميد ويبقى خليفة والصنيع يتصرفان كيفما يشاءان فالساكت عن الحق شيطان أخرس. * من كل ما مر .. قصصك في الاتحاد كثيرة وغريبة؟ - نعم هي غريبة، فهناك من سعى لبيع عقدي ونقلي إلى نادٍ منافس فهل يعقل ان اتحاديا يبيع قائد فريقه لاقوى منافسيه، فقد أكشف عن هذه التفاصيل لاحقا. * تطرقت خلال حديثك للمدرب كالديرون .. والواضح من حديثك ان علاقتكما جيدة؟ - هناك من يركز على السلبيات وينسى الايجابيات، فقد تحدثت في نقطة معينة اختلفت فيها مع المدرب، وهذه سنة من سنن الحياة العملية، فالدسائس والمكائد مرفوضة والصراحة دائما مطلوبة، وعندما حققنا الدوري مع المدرب تحدثت عن دوره البطولي في الانجاز والثقة التي وزعها على اللاعبين، وذلك عبر وسائل الاعلام. صراحة * هل استُشرتم عند تعيين الصنيع واستمراره؟ - لم يكلمونا ولم يشاورونا. قصة كالديرون * لكنهم يقولون إنك من يُغير المدربين ومنهم كالديرون؟ - الصحيح أن كالديرون استقال ولم يقل، ثلاث مرات وليست واحدة، ووافقوا على طلبه أخيرا وهذا ما أعلن في حينه، وقد أبلغنا كلاعبين برغبته في ترك الفريق من أجلنا، وقال “ستحدث هزة .. وستعودون” فكيف أكون غيرته أو غيره اللاعبون، ولو كان الامر بيدي لأبقيت هيكتور لكن القرار إداري احترمه وأقدره. الأولمبي والتدريب * تتحدث الينا بنبرة حزينة .. لماذا وانت الذي عرفت بروحك المرحة؟ - كيف لا أحزن أمام هذه المتغيرات العجيبة ففي نهاية العام قالوا سنكرم نور على 21 بطولة مع الاتحاد، ثم يكون «جزاء سنمار» بإبعادي عن معسكر البرتغال وآخرتها اذهب للتدريب مع الاولمبي؟! وكيف لا احزن على معاملة كهذه واتمنى الا اجبر على الحديث عن أمور بسبب خليفة والصنيع صمت عنها لمصلحة الاتحاد. حبكة إذلال * وما تفسيرك لموضوع التدريب مع الاولمبي؟ - أولا الفريق الاولمبي جزء مهم من الكيان الاتحادي وهو روح الفريق الاول، وأحرص دائما على متابعة هذا الفريق وشحذ همم لاعبيه، بالاضافة لفريق الشباب والناشئين، والأمر يعرفه القاصي والداني ولا أقوله لمجرد التفاخر، فكيف اتعالى على التدريب فيه، ولكن الأمر قُصد فيه الاهانة ومسح تاريخي، بدليل أن رئيس النادي (علوان) صرح لوسائل الإعلام بقوله “نور لن يتدرب مع الأولمبي”؛ لشعوره بفداحة ما يحدث والقصد من ورائه. موقف علوان * طالما أننا وصلنا لعلوان .. الغالبية يرون أنه لم يكن له دور وعجز في الوصول إليك؟ - ربما الكثير لا يعرف أن علوان يتميز بأنه يعمل بصمت وسبق أن قال إن أمر نور شأن داخلي، وقد تواصلت معه بشكل مباشر، وتفهم موقفي، ويسعى لايجاد حل منهجي لمشكلة ليست ملموسة الاطراف، وليس ذنبه ولكنه جاء ووجدها، ولم أكن أتمنى ذلك، وتربطني به علاقة جيدة.