كشف التقرير الإحصائي لوزارة الصحة لعام 2008 عن أن كل 467 مواطنًا يتنافسون يوميًا على سرير واحد في وزارة الصحة، على الرغم من ارتفاع ميزانية الوزارة إلى 29 مليار ريال خلال العام الحالى وإنفاق 128 مليار ريال على الوزارة خلال ست سنوات.. وأرجع التقرير ذلك إلى قلة عدد الأسرة في المستشفيات مقارنة بالنمو السكاني المتزايد سنويا، مشيرا إلى ارتفاع عدد السكان من المواطنين إلى أكثر من 20 مليون نسمة. وأوضح التقرير أنّ مجموع عدد الأسرّة الطبية في المستشفيات بلغ 53192 سريرًا. موضحًا أنه منذ بداية التّسعينيات إلى 2003م انخفض عدد الأسرّة الطبية من 255 سريرًا لكلّ ألف نسمة إلى 214 سريرًا، بسبب النمو السكاني السّريع الذي سجّل معدّل 2.7 في المائة سنويًا خلال تلك الفترة متخطّيًا بذلك نسبة الزيادة السنوية 1.2% لإدخال وتجهيز أسرة المستشفيات. ويقدّر مجموع السكّان الّذين يبلغون 60 عامًا وأكثر نحو 994512 نسمة (4.2%) من عدد السكان الإجمالي. ويتوقّع أن تشكل هذه المجموعة نحو 4.5 في المائة من إجمالي عدد السكّان أي قرابة 1322017 نسمة بحلول عام 2015م، ممّا يعني أنّ عدد السكان السّعوديّين المسنّين الّذين هم غالبًا بحاجة إلى عناية صحيّة سيزداد ليصل إلى 327506 نسمة خلال الفترة المرتقبة. وتمثل الكثافة السكانية أهم عنصر يحتم توفير الخدمات الصحية في المناطق الموجودة فيها. فأكثر من 50% من سكان المملكة يتمركزون في المدن والمناطق الحضرية، وهم السكان الذين يحظون بنصيب وافر من الخدمات الصحية، في حين أن النسبة المتبقية من السكان والتي تنتشر في الأرياف والقرى والهجر لا تحظى بنفس المستوى من الخدمات الصحية، وكشف التقرير عن أن مستشفيات القطاع الأهلي تتركز بشكل واضح في المدن الحضرية الرئيسية، حيث يوجد نحو 31 مستشفى بجدة، و26 بالرياض، ونحو 18 مستشفى بالشرقية، و11 مستشفى بالمدينة المنورة، و10 بعسير، في المقابل تتوزع بقية المستشفيات الأخرى والتي لا تزيد على 27 مستشفى في بقية مدن المملكة. وبشكل مشابه تتوزع أسرة هذه المستشفيات بنفس النسب. وفي حين أن معدل أسرة مستشفيات القطاع الأهلي يصل إلى نحو (8.0) سرير لكل 10 آلاف نسمة في جدة، وإلى نحو ( 9.6) سرير في الشرقية، فإنه لم يتجاوز (2.7) سرير بالطائف، بل أنه يقل عن (1.0) في مدن عديدة أخرى تصل كثافتها السكانية إلى نحو 6.1 مليون نسمة. وبالتالي يتوقع أن يتركز الأطباء والتمريض في هذه المدن أيضا بنفس نسب تركز الأسرة. وأشار التقرير إلى أن مزودي الرعاية الصحية الخاصة بالمملكة يتمركزون بشكل واضح في المدن الحضرية الكبرى، بحيث يمكن القول إن هناك مدنًا معينة يخدم فيها طبيب واحد كل 10 آلاف نسمة من السكان، وهو معدل متدنٍ. وأوضح التقرير أن معدل حالات الدخول للمرضى إلى مستشفيات وزارة الصحة ارتفع بنسبة 23.3% في عام 2008 م عنه في عام 2002 م. في حين أن ارتفاع معدلات الدخول للمستشفيات في القطاع الأهلي بنسبة 59,6% خلال نفس الفترة، الأمر الذي يشير إلى تزايد الطلب الصحي في المملكة بشكل لافت للنظر. ووصف التقرير معدل أسرّة المستشفيات للسكان بالمنخفض جدا مقارنة بالمعدّل المسجّل لمنظّمة التّعاون الاقتصادي والتنمية الّذي يبلغ 730 سريرًا لكلّ ألف نسمة، مشيرا إلى أن قرابة 467 شخصًا يتنافسون اليوم على السرير نفسه، وتعكس هذه الارقام الضّيق في نظام الخدمات الصحية الحالي وأنّ النسبة المرتفعة لاستخدام المستشفى تزيد من خطورة عدم حصول السكان على الخدمات الصحيّة الملائمة، وبالتّالي خطورة تضرر التطوّر الاقتصادي والاجتماعي. كما انعكس أثر هذا الانخفاض الشديد في عدد الأسرة بالمستشفيات، على أقسام الطوارئ التي أصبحت حلًا مؤقتًا لبعض الحالات إلى أن يتوفر لها سرير شاغر، وزاد عدد حالات زيارة الإسعاف لتلقي المعالجة خلال السنوات الماضية بنسبة 90%. ويؤدى هذا الازدحام إلى انتشار العدوى بين المرضى في المستشفى، إرهاق طاقم العاملين، وتدهور جودة الخدمة،وارتفاع حوادث سوء الممارسة، إضافة إلى الإخراج المبكر للمرضى مما يعرض سلامتهم للخطر.