قبل سنوات قليلة، أُصيب المشاهد العربي بالصدمة عندما رأى لأول مرة “ذات الشراشف” وهو اللقب الذي اشتهرت به المطربة أليسا.. ومعها زميلتها الفاضلة “ذات الطشت” السيدة نانسي عجرم.. مع العلم: أنه لا علاقة للسيدة الفاضلة نانسي عجرم بالأغنية الشهيرة التي تقول كلماتها: (الطشت قلّي / يا حلوة ياللّي / قومي استحمّي)، فهذه لمطربة أخرى لشدة وساختها جعلت الطشت نفسه ينطق ويطالبها بالاستحمام! الآن.. جولة صغيرة على الفضائيات الغنائية العربية، تصل إلى نتيجة ترى فيها أن نانسي وأليسا ليستا سوى سيدتين فاضلتين محتشمتين مقابل ما تراه كل يوم من عري.. أصبحنا -بالضبط- مثل المواطن العراقي الذي يرى وضع العراق اليوم ويتمنى زمن صدام، رغم كل سوئه! وإذا كان البلد الفلاني اعتاد على أن يُقدم للبشرية خمسة كتب كل يوم، والآخر خمسة اختراعات جديدة، والثالث خمسة أدوية.. فالعالم العربي -وبقيادة مُلاك الفضائيات / الفضائحيات- يقدم كل يوم للبشرية خمس مغنيات فيديو كليب جدد.. القاسم المشترك بينهن أن كل واحدة منهن مستعدة لأن “تنزع” أكثر من الأخرى.. فهن أخذن من السياسي العربي المنافق مفردة “الشفافية”، وأرادت كل منهن أن تطبقها على طريقتها! وهناك -يا رعاكم الله- قنوات يديرها أشباه الرجال، تشعر عندما تشاهدها أن هنالك حملة قومية كبرى شعارها “مرقص لكل مواطن” .. أو“مرقصك في بيتك”! بالله عليكم، ما الفرق بين أشباه الرجال الذين يروّجون لبيع اللحم الأبيض في الأماكن السرية، وبين مَن يبيعه علانية عبر الفضاء لكي يحصل على رسالة sms تزيد دخله؟ أليس كلاهما يستحق أن يُطلق عليه نفس الاسم؟! [email protected]