فقدت “جزوى“ سبعينيه العمر كل شىء فى هذه الحياة . فلقد نالت السنين من عافيتها وهزمتها الأيام بفقد الزوج وغياب العائل حتى بناتها اللائي اتخذتهن العضد والساعد فى هذه الدنيا رحلن عنها تاركات إياها فى عشة “ ممزقة “ تتنقل - بأمر الرياح - من مكان لآخر . حياة مأساوية منعدمة التفاصيل تعيشها امرأة البادية - فى أرض فضاء بحي ابو مرخة غرب المدينةالمنورة . وعلى الرغم من الفقر المدقع والمرض المعجز الذى تعيشه المرأة إلا أن اللصوص رأوا فى عجزها غنيمة وباتوا يطأون خيمتها ليلا ويسرقون اغنامها أمام عينيها وهى تردد “ يالله السلامة “. المدينة زارت “ جزوى” في عشتها البسيطة وشاهدت مطبخها الذى أعدته فى الهواء الطلق “ ووقفت على المفارقة “ المدهشة “ والجوار الغريب بين عشة ممزقة ومبان حديثه بين عمران وفضاء بين ضحكات تسكن الفلل الفارهة وبكاء يقيم من سنوات فى هذا البيت القماشي المهترىء ماذا تريدون ؟ البداية شعور بالخوف اعترى قلب المرأة السبعينية وهى ترانا نقترب من خيمتها الممزقة حتى انها لم تبادر بمبادلتنا كلمات الترحاب بل واجهتنا بأسئلة ماذا تريدون ؟ وماذا تخبئون لي ؟ فبادرناها بعبارات الاطمئنان والتهدئة مؤكدين اننا ما جئنا هنا الا لخيرها وتلمس واقع حياتها ولكنها عادت لتكرر “ اتركونى في حالي . لاتستغلوا ضعفي قدروا ظروفي لو كان لدي ابناء يدافعون عن حقوقي لما وجدتوني اصلا هنا كنت اسكن مثلكم في فلل وعمائر .. ساعات وبدأت تتغير ملامح “ جزوى “ وقدمت لنا اعتذارها ثم روت لنا حكايتها الموجعة اعتمدت على ساعدي توفى زوجي في البادية قبل اكثر من 25عاما بعد ان انجبت ثلاث بنات جميعهن تزوجن اعتمدت على نفسي في كسب قوت يومي اكد واشقى من اجل ألا أمد يدي للغير .. اتيت لهذا المكان قبل اكثرمن 20 سنة لم يكن حولي سوى جيراني لديهم بعض المواشي أنعم الله عليهم بها ومن بعد انتقلوا الى مساكن مع ابنائهم داخل البلد وبعد سنوات اصبح هذا المكان مخططا وزعته الامانة كمنح وتركتني كنت اظن انهم منحوني هذه الارض لأفاجأ بأنهم يطالبونني بالرحيل من هذا المكان لأنه يقع بين شارعين وطالبتهم بأن يعوضنني عنه الا انهم تحججوا بانهم لايستطيعون سوى تنفيذ الاوامر وبعد ذلك بدأت تزحف علي العمران وانا في مكاني . لا أعرف أين أذهب ؟ وانا لا املك من حطام الدنيا سوى هذه العشش التي لا تقيني حرارة الصيف ولابرودة الشتاء . ليس لدى مكيف ولاثلاجة ولاكهرباء لأعيش كباقي البشر حتى اللصوص لم اسلم منهم سرقوا بعض ممتلكاتي البسيطه التي لاتغني ولاتسمن من جوع لصوص امام عينى وأكملت لقد تأكد اللصوص من ضعفي وباتوا يقومون بسرقة اغنامي القليله على مرأى ومسمع منى الا اني اتظاهر بالنوم خشية ان يقضوا على ماتبقى من عمري اسمعهم وهم يرددون اسرع “ شكل العجوز صاحية” ويتقطع قلبي وانا اسمع صوت اغنامي وكأنها تطلب مني النجدة ولكن لاحياة لمن تنادي فأنا اقول في نفسي ( يالله السلامة) هل وصل الجشع الى قلوب بعض الناس الى هذا الحد وبعد ذلك لم تستطع اخفاء دموعها في موقف محزن وهي تقول لاتعلم اين سيتوقف بها القطار انني اصبحت عاجزه تماما عن العمل الى أي مكان اتوجه لامنزل ولا ارض سأعيش عالة على الناس كما تشاهدون قد تفطرت يدي من العمل وسوف اتوقف كذلك عن العمل ولكن املي في المولى عزوجل ان يسخر لي من القلوب الرحيمة من يساعدني في انهاء معاناتي .