لعل المفارقة الكبرى في موضوع العلاقات الإسرائيلية الأمريكية أن العرب صدقوا أكذوبة توتر تلك العلاقات بسبب ضغوطات أمريكية على إسرائيل في موضوعين أساسيين ، أولهما: رفض حكومة نتنياهو تجميد الاستيطان وتعمدها الإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة خلال زيارة جو بايدن -نائب الرئيس الأمريكي- لها في مارس الماضي بما اعتبره البعض بأنه إهانة لبايدن، وثانيهما: يتعلق برغبة حقيقية للرئيس أوباما بضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وإخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي ، وما جاء بهذا الصدد في توصيات مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الذي عقد في مايو الماضي تحت شعار نزع السلاح وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. بيد أن العرب أفاقوا على ما يشبه الصدمة عندما رأوا إدارة أوباما تغير موقفها 180 درجة ، خاصة فيما يتعلق بالموضوع النووي الإسرائيلي، بعد أن أصبح من الواضح ليس فقط تخلي تلك الإدارة عن هدفها المعلن بإقامة شرق أوسط خالي من السلاح النووي ، وإنما تزويد إسرائيل بالوقود النووي (للأغراض السلمية)!!!، وحيث لا يوجد أي ضمانات لأن يقتصر استخدام ذلك الوقود على الأغراض السلمية في ظل عدم توقيعها على معاهدة الحد من الانتشار النووي ورفضها القاطع إخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي. دعم اوباما “النووي” لإسرائيل التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي ، يدق أكثر من مسمار في نعش خططها لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، إذ يضعف مصداقية واشنطن حتى امام حلفائها الذين تطالبهم بالانضمام إلى حزم جديدة للعقوبات ضد إيران الموقعة على معاهدة حظر الانتشار. فيما تمد يد العون “النووي” لاسرائيل التي تمتلك بالفعل ترسانة نووية مستثناة من الخضوع للقانون الدولي والمعاهدات الدولية الملزمة بإخضاع المنشآت النووية الاسرائيلية للتفتيش الدولي.. أمريكا تخسر الحرب ضد إيران بدعمها لبرنامج اسرائيل النووي اللا شرعي .