سبحان الله ، تصريح صحفي يهز الأوساط الإعلامية في أمريكا ، ويكشف فضائح النظام الديمقراطي والمؤسساتي الأمريكي ، الذي يقف مع اللوبي الصهيوني بكل قوة ، ويسانده في قراراته التي تصب في مصلحة الدولة الصهيونية الغاشمة في سبيل دعمه الجائر في احتلال وانتهاك الأراضي الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين منها . فعندما ذكرت السيدة هيلين توماس ذات الأصول العربية عميدة صحافيي البيت الأبيض الحقيقة الكاملة بمطالبتها للإسرائيليين بالعودة إلى بلدانهم ، قامت الدنيا ولم تقعد ضد هذه الصحفية ذات السيرة اللامعة في تاريخ الصحافة العالمية . ف (57) عاماً قضتها هيلين كمراسلة صحافية ، منها (34) عاماً داخل أورقة البيت الأبيض لتغطية المؤتمرات الصحافية التي تعقد فيها منذ الأيام الأخيرة لولاية الرئيس إيزنهاور ، وكانت أول سيدة وأول رئيس لهيئة مراسلي البيت الأبيض ، حيث بدأت عملها في البيت الأبيض كمراسلة ل(يونايتد برس) إلى أن علت مكانتها فكانت لها الفرصة بأن تطرق أول سؤال على كل رئيس لأن أسئلتها كانت الأعمق والأجرأ ، كما أطلق عليها لقب (بوذا الجالس) بسبب اعتيادها طرح الأسئلة على الرؤساء وهي جالسة . وتنفرد السيدة توماس باحتفاظها بالمقعد الأمامي في الحجرة المخصصة لعقد المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض الذي تحول إلى مقعد شرفي حفر اسمها عليه ، وحصلت على أكثر من (30) جائزة صحافية وشهادات جامعية فخرية منها (دكتوراة فخرية من جامعة وين ستيبت) التي تخرجت منها ، كما صنفت ضمن السيدات ال(25) الأكثر تأثيراً في العالم بحسب تصنيف كتاب (The WorldAlmanac ) وكانت أول سيدة تتولى منصباً في نادي الصحافة الوطني . وفي عام 1975م كانت أول سيدة تنال عضوية نادي غريديرون الذي يعد أهم المنظمات الصحافية المرموقة في الولاياتالمتحدة . كان الله بعونك يا سيدة الصحافة الأولى ، ففي هذا الزمن الصعب ، زمن النفوذ والسيطرة الذي توأد فيه الحقيقة قبل قولها ، ويعاقب صاحبها ويجرم تماماً كما وصف اللوبي الصهيوني نشطاء السلام في أسطول الحرية بأنهم إرهابيون فها هو اليوم يشن الحملة الإعلامية لنبذك من المجتمع الأمريكي الذي نشأت وترعرعت فيه وأبدعت وخدمت الإعلام والصحافة الأمريكية كثيراً . صدقيني لن تمر هذه الحقيقة بسلام لأنك أصبتهم بالصميم في عقر دارهم وكشفت للعالم أجمع بأنهم محتلون لكل ما تعنيه كلمة (احتلال) لأراضي دولة مسلمة مسالمة . فالمشهد الحاصل أمامنا يوضح حقيقة كاملة عن ضعف اللوبي الصهيوني ومن يسانده أمام تصريح صحفي أصدرته امرأة بلغت من العمر عتياً . تصريح يحمل في طياته العديد من الحقائق والبراهين التي تثبت أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه (وشهد شاهد من أهلها) ، ونرجع قليلاً إلى ما تم طرحه في مقالنا السابق (أدعموا صرخة حجر) حيث هذا المسلسل الذي هز الكيان الصهيوني وأثار ضجة كبيرة في الإعلام الغربي ، يثبت لنا أيضاً الضعف نفسه . والسؤال الذي يطرح نفسه أين منظمات حقوق الإنسان ، وأين المؤسسات الإعلامية الدولية والاجتماعية من هذا التصرف الأرعن الذي لا يليق بعميدة الصحافة العالمية ، وسيدة الإعلام في البيت الأبيض ، تطرد وتهاجم وتجبر على الاستقالة من مناصبها وأعمالها ، ومن يعيد لها كرامتها بعد أن مزقها اللوبي الصهيوني ، ويعيد المحافظة على تاريخها الزاخر والملئ بالمواقف الإعلامية الجريئة والحازمة والتي عودتنا على قول كلمة الحق في المجالات الإعلامية .