أوباما.. يا رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويا زعماء الشرق والغرب أرجو ألا تقلقوا ولا تمتعضوا، ولا تحتجوا ولا تنددوا، فلسنا بحاجة إلى المزيد من إحراق مشاعركم وتوتر أعصابكم وسرقة ولو لحظة واحدة من أوقاتكم الثمينة، لأن قضية فلسطين وقضية المسجد الأقصى ومحرقة الشعب الفلسطيني لا تستحق منكم أي تضحية لأنه لا مصلحة لكم في كل ذلك، بل قد يكون ذلك من أسباب استنزاف قواكم وجهودكم في غير طائل، فاستريحوا واسترخوا وتمتعوا بكل ما تشتهونه من ملذات الحياة، لأن الحياة قصيرة جدا مهما طالت فلا تضيعوا أي لحظة في غير ملذاتكم، أما تلك القضايا فإن لها من يهتم بها ويحمل الهم عنكم، بل إن للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى ربا يحميهم ويحقق حريتهم ويحفظ كرامتهم، بل حتى ولو تخلى العالم كله شرقا وغربا وحتى الفلسطينيون أنفسهم لو تخلوا عن قضيتهم فإن رب الأقصى وخالق الشعب الفلسطيني أولى برعايتهم والعناية بهم..! في آخر اختبار لقوى العالم المعاصر في مناصرة الحق الفلسطيني والدفاع عن المسجد الأقصى وفك الحصار الجائر عن غزة – حملة الحرية - أثبت العالم للمرة الألف أنه ليس جديرا بتحمل الأمانة ومسؤوليته الإنسانية نحو هذه القضية الكبرى، وللمرة المليون اكتفت معظم الحكومات والزعماء والمؤسسات والمنظمات بالشجب والتنديد والوعد والوعيد، ولم يثبت أي أحد منهم أنه يملك الشجاعة والقوة على الوقوف بحزم وقوة نحو العربدة الصهيونية المجرمة، ربما لأن الجميع يخشى من المجرم الصهيوني البشع الاغتيال أو سحب البساط من تحت قدميه، وربما يتوقع ذلك في أي لحظة عندما يفكر مجرد تفكير أن يكسب الجولة ويعلن قوته أمام العالم، فالكل يستحي التصريح باللوم الواضح، والكل يتوارى من الإعلان عن موقفه الجاد مع الشعب الفلسطيني ومع قضية المسجد الأقصى، ربما لأن هذه القضايا خارج نطاق الصلاحيات الممنوحة له من قبل البيت الأبيض، لأنه يشعر بامتنان بفضل هذا البيت الكريم عليه بمنحه فرصة التمتع بالكرسي والاستفادة من المميزات الصريحة أو المخفية، وأنه إذا أراد أن يسجل اسمه بين عظماء التاريخ الخالدين بدعمه الحقيقي والصريح للفلسطينيين والمسجد الأقصى فسيفقد أهم شيء في حياته وهي حياته، أو على الأقل قد تكشف جميع أوراقه بإعلان الفضائح المحفوظة له لدى أصحاب القرار الحقيقي في هذا العالم..! إنها مأساة ما بعدها مأساة أن لا يكون في هذا العالم أحرار أقوياء يدعمون حق الإنسان المستضعف في التمتع بحياته على أرضه وترابه، وأن لا يكون للحق مكان في اهتمام هذا العالم، عالم القرن الواحد والعشرين، ولذلك فلا جدوى من أي تنديد أو تهديد أو وعيد ومن أي جهة، فلم يعد لهذه الأسطوانة المشروخة مستمعون، وليس لهذه الشعارات الجوفاء أي موقع في قلوب المجتمع الإنساني الحر، لقد أصابت التخمة آذاننا وعقولنا من هذه العبارات الميتة «التنديد والشجب والاستنكار» أو أي كلمة أو عبارة قد يحاول أي أحد اختراعها ليكسب الجولة، فاسمع يا أوباما ويا كل الزعماء : أريحوا أنفسكم واستريحوا واسترخوا، أرجو ألا تقلقوا ولا تنزعجوا..! [email protected]