لا يجهل أحد عظيم قدر نعمة البصر التي أنعم الله سبحانه بها على الكثير من مخلوقاته، ولا جسامة الخسارة لمن قدر لهم خسارة هذه النعمة الكبرى كليا أو جزئيا، وانطلاقا من ذلك رعى سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز منذ سنوات تأسيس جمعية «إبصار»، وذلك لرعاية المكفوفين وأصحاب الإعاقة البصرية على مختلف أنواعهم، ومحو أميتهم وتأهيلهم لحياة طبيعية، تمكنهم من التعايش التام مع عوائلهم ومجتمعهم، وتفتح أمامهم أبواب التعليم وتؤهلهم لشتى مجالات العمل. * * * لقد أعلن معالي رئيس مجلس إدارة (إبصار) الدكتور أحمد محمد علي، بدء حملة إبصار لدعم وتعليم وتأهيل 15 ألف معاق بصريا في المملكة، كمرحلة أولى من خطة تمتد لثلاثة أعوام، وذلك لمضاعفة الخدمات المقدمة للمعوقين بصريا من حيث الحجم ونوع الخدمات، حتى يتسنى إحداث إضافة نوعية جديدة، تعزز التكامل والشمول في المجالات المعيشية، والثقافية، والمعرفية، والعملية للمعاقين بصريا. هو برنامج ضخم وهام، سواء من حيث توعية المعاقين بصريا وأهليهم، أو برامج تدريبهم وتوفير الكوادر الفنية المؤهلة للعناية بهم، وشراء شتى الأجهزة المساعدة لهم، وكل ذلك يتم بالتعاون مع المستشفيات، والمتخصصين الأكاديميين على مختلف مجالاتهم، والشركات الوطنية المتخصصة، مما يستلزم تمويلا كافيا يكفل استمرار هذه الخدمات الأساسية للمعاقين بصريا من جهة، ويؤمن من جهة أخرى توسعها، لتشمل أكبر عدد ممكن من المعاقين بصريا على مستوى المملكة، الذين يزداد عددهم عاما بعد عام. * * * ومن الجدير بالذكر أن جمعية إبصار تقدم بالإضافة الى خدماتها الطبية والمهنية، حملات مساعدات إنسانية للمعوزين من المعاقين بصريا، تشمل 600 سلة غذائية تكلفت 150 ألف ريال، وكسوة وتقديم مساعدات نقدية وعينية تقدر بمائة ألف ريال، وتوزيع أموال الزكاة لمستحقيها من المعاقين بصريا رجالا ونساء. إن هذه الجمعية تفتح للموسرين ولمؤسساتنا التجارية والمالية الكبرى، أبوابا عديدة للخير والأجر الجزيل، تطهرهم وتزكيهم كما يقول القرآن الكريم، وتستنزل رحمة الله عليهم وعلى أهليهم، فطوبى للسابقين بالخيرات المسارعين بالبر، والراحمين الذين يرحمهم الله الذي يتقبل الصدقات.