في حفل تنصيب عمر البشير رئيساً للجمهورية السودانية أخيرا كان حضور أفريقيا ممثلة في زعمائها لافتاً. فعلى صعيد آخر فإن كل من تامبو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق والرئيس الاريتري أسياس افورقي قد قاما بجهود مقدرة للتوسط بين الفرقاء من أجل حل مشكلة دارفور ولا زال عطاؤهما مستمراً لذا كان من المفارقات أن يعلن جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا أنه تمت دعوة جميع رؤساء افريقيا لحضور افتتاح المونديال بمن فيهم الرئيس السوداني عمر البشير لكن إذا حضر البشير فسيتم تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية لأن حكومة جنوب أفريقيا ملتزمة بقرارات تلك المحكمة. والمثير للاستغراب أكثر هو تصريح الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني بأن الرئيس السوداني عمر البشير لم تتم دعوته لمؤتمر القمة الإفريقية الذي يعقد في يوغندا الشهر المقبل وذلك لأنه يواجه خطر إلقاء القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم حرب. أما اريتريا وجنوب أفريقيا فقد طالبا بتأجيل الاستفتاء في جنوب السودان وهو امر أغضب حكومة جنوب السودان. هذه الأنشطة الدبلوماسية والتصريحات جميعها مما لا يريح الخرطوم ولعل أكثرها إثارة لغضب الحكومة السودانية هو تصريح الرئيس اليوغندي بعدم دعوة البشير لمؤتمر القمة لذا تسعى الحكومة السودانية لنقل مؤتمر القمة نفسه من كمبالا إلى أي دولة أفريقية أخرى. ما الذي جرى لنشهد كل هذه المواقف للحكومة السودانية بينما المعلن في البرنامج الانتخابي للرئيس البشير فيما يتعلق بأفريقيا هو المضي قدماً لتحسين العلاقات مع دول الجوار وإقامة علاقات طيبة مع كافة دول الاتحاد الأفريقي. لاشك أن الاستفتاء المقبل بدأ يلقي بظلاله على العلاقات بين السودان وهذه الدول وكل تصريح لرئيس أفريقي يمكن قراءته بما يدور في الغرف المغلقة بين الزعيم الأفريقي المعني وقوى أخرى إقليمية ودولية وثمة شيء آخر فهناك دبلوماسيتان سودانيتان الآن إحداهما صادرة من الخرطوم والثانية صادرة من جوبا.