الحديث عن الموهوبين حديث عن احد عشر عاما خلت وكيف كنا في البداية نتلمس أفضل طرق التعامل مع هذه الفئة التي لا ينكر حقها في الرعاية العلمية المناسبة إلا من يجهل قيمة المستقبل بركائزه وأسسه العلمية التي يبنى عليها والذي تظهر مؤشراته بما يقدم للموهوبين من الان لصناعة غد مشرق بإذن الله ورغم التوجه القوي لرعاية الموهوبين إلا انه كان شاقا وصعبا شأن أي عمل أو فكر جديد ولكن استطاع الفريق المكلف بهذه المهمة أن يشق طريقه بكل صعوبة كمن ينقب عن الألماس وسط الصخور الصلبة وبعد تطبيق المقاييس العلمية المناسبة على الطلاب المرشحين واختيار أصحاب الأداء الأعلى منهم والذين لم يتجاوزوا 2% من إلاجمالي حينها لم يكن لدينا من الخيارات الكثير لاختيار أسلوب الرعاية العلمية المناسبة لهذه المجموعة النادرة المتميزة في كل شيء فكرا وعلما ومهارة واستعدادا للتطور والتعلم وبعد دراسة جميع الخيارات الممكنة رغم محدوديتها لم يكن أمامنا أفضل من أسلوب التجميع في موقع تربوي واحد يمكن تأهيل وتطوير بيئته بشكل عام بما يوفر المستوى المناسب لرعاية مناسبة تليق بما تستحقه هذه الفئة وكان ذلك في مجمع الثغر بالخالدية بجدة بحيث كانت البداية بفصل واحد في الصف الأول متوسط حتى أصبح في كل صف دراسي إلى الثالث الثانوي فصل واحد يتراوح عدد طلابه من 20-25 طالبا على الأكثر وتحت أي ظرف لتتحقق لهم فرص تعليمية وتأهيلية مناسبة وأمكن معه اختيار معلم متخصص في الرعاية متفرغ لكل مرحلة دراسية لتقديم البرامج المناسبة داخل المدرسة ويتولى عملية تنسيق بعض البرامج الإضافية مع بعض الجهات الخارجية والمختصين من خارج قطاع التعليم لتوسيع مدارك الطلاب وفتح آفاق جديدة تسهم في تطوير مفاهيمهم وطرق تفكيرهم وتنمية مواهبهم العلمية وتطويرها بشكل تراكمي ونوعي مركز . وقد تحقق من ذلك الكثير إضافة لتقديم البرامج الأساسية وكذلك الإضافية لعل من أهمها برنامج طبيب المستقبل والمنفذ بالتعاون مع إحدى الكليات الطبية من القطاع الخاص يتلقى فيه الطالب المعلومات الأساسية عن مهنة الطب وطبيعتها وبرنامج المهندس المبدع بالتعاون مع كلية الهندسة وأمانة جدة وأحد المكاتب الهندسية يتعرف الطلاب من خلاله على طبيعة مهنة الهندسة ومتطلباتها وتكمن أهمية البرنامجين في أنهما يمكنان الموهوبين من طلاب المرحلة الثانوية من البناء المعرفي الصحيح لتتضح من خلاله الرؤية لديهم حول هذين التخصصين الهامين جدا وليحدد الطالب تصوره أين يجد نفسه منهما ويبني عليه تقديمه لمستقبله واختيار تخصصه الجامعي بثبات ووعي ليتجنب الحيرة التي يعيشها طلاب الجامعة الآخرون في مرحلة اختيار تخصصاتهم بما يعرض كثير منهم للفشل وهذه من المكاسب المرجوة لأسلوب التجميع لرعاية الموهوبين المطبق في فصول مسار الموهبة بمجمع الثغر بالخالدية وبإشراف مباشر من إدارة الموهوبين بتعليم جدة بقي أن نقول إن هذه التجربة رغم أنها تجربة فريدة ولم تأخذ فرصتها الزمنية الكاملة إلا أنها رغم ما يحيط بها من صعوبات لا يخلوا منها أي عمل فالحق يقال أنها تحظى بقبول وإقبال لدى الطلاب وأولياء أمورهم والمعلمين والمشرفين ويرون فيها الخيار الأمثل الممكن لرعاية الموهوبين في هذا الوقت وإن كانت ستواجه تحدي البقاء وهو تحد صعب خلال الفترة القادمة مع الافتتاح المأمول لمدرسة الفيصلية للموهوبين بجدة خلال العام المقبل بإذن الله. ** مشرف رعاية الموهوبين تعليم جدة[email protected]