فتحت وسائل الإعلام البريطانية أمس السبت نيرانها على المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم بعدما قدم عرضا هزيلا آخر ليتعادل دون أهداف مع الجزائر مساء أمس الجمعة ضمن منافسات المجموعة الثالثة ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. ولم يقتصر اللوم الموجه إلى نجم هجوم المنتخب الإنجليزي ، واين روني ، على هبوط مستوى أدائه فحسب، وإنما على انتقاد نجم مانشستر يونايتد لصفارات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير الإنجليزية في استاد «جرين بوينت» بمدينة كيب تاون بعد إطلاق صافرة نهاية المباراة. وكتبت صحيفة «ديلي ميل» تقول: «ياله من كم هائل من الأمور المشينة»، واصفة لاعبي المنتخب الإنجليزي، بقيادة مدربه الإيطالي فابيو كابيللو ، بأنهم «مهرجو كيب (تاون)». وعلقت صحيفة «تايمز» على روني بقولها: «بالتأكيد كان من الواضح أن هذا الضغط وصل إلى واين روني ، إن شجارات روني تستحق التحقيق فيها». وأشارت صحيفة «صن» اليومية إلى أنه بعد التعادل 1/1 في مباراته الافتتاحية بالمونديال أمام أمريكا، فإن بداية منتخب الأسود الثلاثة (إنجلترا) بنهائيات جنوب أفريقيا تسير من سيئ إلى أسوأ بعدما فشل الفريق في هز شباك خصمه الشمالي الأفريقي المتواضع على حد وصف الصحيفة. وكتبت «صن» تقول : «رتيب وكئيب ومحبط ومفكك وفي بعض الأحيان يائس وبشكل عام قاتم مثل المياه الراكدة، إننا نشكر منتخب إنجلترا، لا عجب في أنكم تلقيتم صافرات الاستهجان من مشجعيكم لدى مغادرتكم الملعب ليلة أمس». وعلقت «جارديان» على المباراة بقولها: «لقد حققوا (المنتخب الإنجليزي) تعادلا سلبيا لا يستحق المشاهدة إلى درجة هزلية أمام فريق وصف بأنه الأسوأ في نهائيات كأس العالم» وأضافت في إشارة إلى آخر مدربين يتوليان تدريب إنجلترا قبل كابيللو: «يواصل فابيو كابيللو تأكيد سمعته كإريكسون الجديد (على الأقل هذا الأخير قاد إنجلترا لدور الثمانية) وبهذا المستوى المتراجع سيبدأ المدرب الإيطالي مباراة إنجلترا الأخيرة بدور المجموعات وهو على مسافة خطوة صغيرة من أن يتحول إلى ستيف ماكلارين». وستلعب إنجلترا من أجل كل شيء في مباراتها الثالثة الأخيرة أمام متصدرة المجموعة الثالثة سلوفينيا يوم الأربعاء المقبل حيث ستكون في أمس الحاجة لتحقيق الفوز بتلك المباراة للمحافظة على فرصتها في التأهل لدور ال16 ويحتاج كابيللو لإجراء تعديلات كبيرة بصفوف المنتخب الإنجليزي، المرشح لإحراز اللقب، أبرزها تقديم مركز قائد الفريق ستيفن جيرارد ليلعب خلف رأس الحربة روني مباشرة مما سيشكل خطورة أكبر على مرمى الخصم، الأمر الذي افتقدته إنجلترا بشدة مساء أمس. في الوقت نفسه، كان من الواضح أيضا أن إنجلترا أضاعت فرصة كبيرة بتعادلها أمس في يوم خسرت فيه منافستها القديمة ألمانيا أمام صربيا في المجموعة الرابعة فيما تعادلت أمريكا مع سلوفينيا في مباراة المجموعة الثالثة الأخرى ولم تنس صحيفة «ديلي تليجراف» الإشارة إلى انتقاد قيصر الكرة الألمانية، فرانز بيكنباور، لمنتخب إنجلترا عندما قال إنه عاد لأساليب «التسديد والجري» القديمة. وقالت الصحيفة: «مع افتقاده الثقة والطاقة بشكل مقلق يواصل فريق فابيو كابيللو إخفاقاته سواء على الارتفاعات العالية أو على مستوى سطح البحر، الله وحده يعلم كيف سيرد فرانز بيكنباور على هذا (التعادل). أما الجماهير الإنجليزية فقد ردت بطريقتها: لقد عوت ساخرة من لاعبيها»