عندما نتحدث عن صفوة المنتخبات العالمية في عالم كرة القدم يبرز مدربو تلك المنتخبات بشخصياتهم النافرة أو ظهورهم الاعلامي المستمر، لكن بيرت فان مارفيك مدرب منتخب هولندا قد يكون أقلهم شهرة وأكثرهم عملا. انجلترا يقودها العملاق الايطالي فابيو كابيللو، البرازيل بطل العالم السابق دونغا، ايطاليا "العتيق" مارتشيلو ليبي، الارجنتين الاسطورة دييغو مارادونا... لكن هولندا أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب، يقودها اسم لا يحب الأضواء ولم يعرف شهرة كبيرة أكان على صعيد اللعب أو التدريب، خلافا لماركو فان باستن المدرب السابق أو فرانك ريكارد أو لويس فان غال أو غوس هيدينك.. رغم انه لا يملك كاريزما المدربين المذكورين أعلاه، الا ان فان مارفيك يتميز ببرودة أعصابه، وهدوئه وتوفره الدائم للاعلاميين ما يجعله قريبا من الجمهور الهولندي الذي يقدره كثيرا. لا يملك فان مارفيك (56 عاما) الكثير من النقاط المشتركة مع سلفه فان باستن بطل أوروبا وحامل جائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات، اذ كان لاعبا عاديا حيث أمضى معظم مسيرته مع غو أهيد إيغلز وماستريخت، ولم يحمل قميص المنتخب الهولندي سوى في مباراة واحدة عام 1975. في المقابل، يبدو سجل "لامبرتوس" (اسمه الأصلي) التدريبي أفضل خصوصا لدى قيادته فورتونا سيتارد (1998-2000)، فينورد روتردام (2000-2004 و2007) حيث أحرز لقب كأس الاتحاد الاوروبي (يوروبا ليغ حاليا) عام 2002، وبوروسيا دورتموند الألماني (2004-2006). نتائج فان مارفيك التدريبية تتحدث عنه، اذ كان "البرتقالي" في طليعة المنتخبات الاوروبية التي تتأهل الى النهائيات بفوزه 8/8 في مجموعته واهتزاز شباكه مرتين فقط. يقول فان مارفيك: "لقد ترك لي ماركو ارثا جميلا. تكتيكيا حافظت على خطة 4-2-3-1، فباتت طريقة اللعب راسخة وأصبحت ميكانيكية اللعب أكثر سلاسة". قرار فان مارفيك كان حكيما باللجوء الى جهاز فني يقدره اللاعبون، فاستعان بالدوليين السابقين فيليب كوكو وفرانك دي بور من أجل الجزء التقني في التمارين. فان مارفيك مشهور أيضا بلعبه النظيف، فقد اعتذر في ايلول/سبتمبر الماضي عن "اللعب القاسي" خلال مباراة فريقه الودية مع اليابان (3-صفر) حتى انه دخل غرف ملابس الفريق الخصم وقدم اعتذاره، ما وصفه المدرب الياباني بانه "تصرف رجل كبير". سيكون فان مارفيك مجددا أمام ساعة الحقيقة في الدور الاول من النهائيات الأفريقية لكنه لا يقلل من قيمة خصومه في المجموعة الخامسة: "قد يعتقد كثيرون اننا سنبلغ الدور الثاني بسهولة، لكن لا يجب التقليل من قيمة خصومنا". من سيئات المنتخب الهولندي التي يتعين على فان مارفيك التعامل معها بصرامة هو غرور اللاعبين، خصوصا لدى اختياره التشكيلة الأساسية وابعاده بعض "النجوم" عنها، لكن اللافت في صفوف المنتخب ان أحد أبرز لاعبي الفريق وركيزة خط الوسط هو "الجامح" مارك فان بومل صهر فان مارفيك ما يعزز من امكانية التفاهم بين اللاعبين والمدرب الهادئ.