طالب الدكتور محمد بن يحيى النجيمي الخبير بالمجمع الفقهي الاسلامي واستاذ الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الامنية الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان بما عرف عنه من علم وفضل وورع وتقوى ولزوم الحق أن يتراجع عن فتواه بجواز ارضاع الكبير، مضيفا ان «رضاع الكبير لا ينشر المحرمية بالرضاع ومن قال به جانبه الصواب». واضاف الدكتور النجيمي : بالنسبة لهذه المسألة فإننا نقول أولا وقبل كل شيء : إن حديث سالم مولى ابي حذيفة موجود في صحيح مسلم، أما ارضاع الكبير، فان الصواب انها لا تثبت المحرمية في ارضاعه الا في الحولين او الصغر، بمعنى انه لو كان الصغير سنه ثلاث او اربع سنوات، او حتى خمس سنوات يمكن أن يقال انه رضاع محرم، اذا كانت الرضعات خمس على رأي الشافعية والحنابلة، ورضعة واحدة على رأي المالكية والحنفية، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا رضاعة الا ما كان في الحولين «رواه الدار قطني باسناد صحيح عن ابن عباس، يرفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم «لا يحرم من الرضاعة الا ما انبت اللحم وانشز العظم « اخرجه ابو داوود في سننه، من حديث ابن مسعود يرفعه الى رسول الله، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم (انما الرضاعة من المجاعة) كما ورد في الصحيحين .واضاف الدكتور النجيمي قائلا: ما دام الطفل غذاؤه اللبن فان الرضاع محرم، ولو تجاوز الحولين لان هناك بعض الاطفال يرضعون حتى سن الخمس سنوات، وقد قال الشيخ عبد الرحمن البسام - رحمه الله- “انه قول جيد ومأخذه قوي” وهو قول لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عدا عائشة رضي الله عنها،وروي عن ابن عمر وابن المسيب واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية.وقال د. النجيمي: وبالتالي فان ارضاع سالم من سهلة بنت سهيل قضية خاصة، اقتضاها التشريع في بداية الاسلام، وهذه رخصة خاصة لسالم وسهلة وليست لأحد غيرهما، كجعل الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين. ولان هذه الرخصة -والكلام للنجيمي- جاءت بعد نزول آية الحجاب مباشرة، فرخص النبي بها لهما - سالم وسهلة- فكانت استثناء من عموم الحكم وهذه من خصائص النبي الكريم . واضاف النجيمي: ومن ثمّّ فان ارضاع الكبير لا ينشر المحرمية بالرضاع، ومن قال بهذا فقد جانبه الصواب، ومن ثمّ انه يترتب على ارضاع الكبير محاذير شرعية منها: الاول: كيف يرضع الكبير ؟ هل يرضع من ثديها أم تحلب له في اناء ؟ فكيف يرضع من ثديها وهو بالغ عاقل وليس محرما لها، وان قال يصبّ في اناء ثم يشربه فهذا شخص كبير ليس جائعا ومحتاجا للحليب. الثاني: هذه قضية غير منضبطة فكل شخص يدعي انه محتاج الى ارضاع فلان او علان. وناشد د. النجيمي الشيخ العبيكان سرعة التراجع عن هذه الفتوى لما عرفناه عنه من علم وفقه وورع ولزوم الحق ورزانة عقل.