أثنت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان صدر عن وزراء خارجيتها في ختام اجتماعهم ال (115) في قصر المؤتمرات بجدة أمس، على جهود تركيا والبرازيل في المساعدة على التوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني ضمن إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يحقق خلو منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي بما في ذلك إسرائيل. وأكد المجلس الوزاري مجدداً مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وموقفه الرامي إلى جعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية. رأس وفد المملكة إلى الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية..من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب الاجتماع الوزاري بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطيَّة، إن "استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية وعدم استجابتها لدعوات دول المجلس بحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، يشكل خنجرا في خاصرة العلاقات الخليجية – الإيرانية". وأضاف "نتمنى من أصدقائنا في إيران الاستجابة لطلب المجلس بحل هذه القضية سلميا، لأن ليس لدينا سوى الحل السلمي". وحول المزاعم الإيرانية بأن دولا خليجية تقوم ببث الخلافات المذهبية والدينية في محافظتي سيستان وبلوجستان (جنوب شرق إيران)، دحض وزير الخارجية الكويتي تلك الاتهامات، وقال إن "دول مجلس التعاون عرفت تاريخيا بمحبتها للسلام، إضافة لعدم وجود أطماع توسعية أو مادية في جيرانها"، مشيرا إلى أن لدول المجلس وقفات كثيرة مع دول عدة بينها اليمن التي ندعم فيها الوحدة الوطنية، وأيضا العراق ومحاولة المجلس للم الشمل ومساعدته في تشكيل الحكومة، وكذلك نصحنا المتكرر لإيران بأن تتعامل بشفافية وبدرجة عالية مع الشرعية الدولية ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إلى ذلك، عبر المجلس عن كامل دعمه لملف دولة قطر الشامل والمتكامل لاستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022م، مؤكداً مساندة دوله لدولة قطر في هذا الشأن، ومُعرباً عن ثقته الكاملة بالقدرة والإمكانيات التنظيمية، والمواصفات العالمية لمنشآت دولة قطر الرياضية.وكان البيان الختامي للمجلس،قد أشاد بنتائج الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مملكة البحرين، منوهاً بالتوجيه الكريم لخادم الحرمين ببناء مدينة طبية تتبع جامعة الخليج العربي بالبحرين، بتكلفة تبلغ مليار ريال.وحول رؤية مملكة البحرين لتطوير مجلس التعاون، قرر المجلس عقد اجتماع خاص في المنامة بتاريخ 22 يونيه 2010م لمناقشة توصيات اللجان الوزاري المختصة بشأن رؤية مملكة البحرين لتطوير مجلس التعاون، تمهيداً لرفعها لمقام المجلس الأعلى في دورته الحادية والثلاثين، التي ستعقد في أبوظبي في ديسمبر 2010م. اقتصاديا، قرَّر المجلس الوزاري تشكيل لجنة وزارية دائمة من رؤساء مجالس إدارات الجهات المنظمة للأسواق المالية بدول المجلس، يكون من مهامها تنفيذ ما ورد في الاتفاقية الاقتصادية بين دول مجلس التعاون بشأن تكامل الأسواق المالية، وتوحيد السياسات والأنظمة المتعلقة بها، وتحقيق متطلبات السوق الخليجية المشتركة في هذا المجال. وحول موضوع احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبوموسى) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة والمعروفة والتي نصت عليها كافة البيانات السابقة المتمثلة في دعم حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة الإمارات والتعبير عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران أية نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز امن واستقرار المنطقة، والنظر في كافة الوسائل السلمية التي تؤدي إلى إعادة حق دولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث، ودعوة جمهورية إيران الإسلامية للاستجابة لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية .