* الخبر الموسّع الذي نشرته صحيفة عكاظ في مانشيت صفحتها الأولى يوم الخميس الماضي عن تحريم مفتي عام المملكة و(6) من أعضاء هيئة كبار العلماء شهادات الماجستير والدكتوراة المشتراة من جامعات وهمية يؤكد مسيرتي (النضالية) الطويلة في هكذا مجال كما يبعد عني شبهة التقصّد والحسد اللتين وصفني بهما بعض من حاملي تلك الشهادات. * كثير من الآراء التي وردت في خبر عكاظ سواء للمتخصصين أو الشرعيين أوردتها سابقاً في مقالاتي التي زادت عن الثلاثين في هذا الموضوع ولكن أكثر ما شد انتباهي من آراء الشرعيين تأكيد الدكتور محمد الشريف والدكتور محمد القحطاني على ان الحصول على هذه الشهادات بعملية التزوير «جريمة يؤاخذ عليها الشرع مؤاخذة شديدة». وإضافة الدكتور الشريف في قوله: «إن من اشترى شهادة يريد بها وظيفة فماله حرام يمحق الله بركته إضافة لفضيحته في المجالس». * القائمة عندي -وبمعرفة مؤكدة لمن يحملون شهادات دكتوراة صادرة من جامعات وهمية- قائمة طويلة لأشخاص يباهون بها في المجالس والمنتديات وفي الفضائيات وفي الدوائر الحكومية والخاصة. وكثير من هؤلاء في مناصب رفيعة وفي مجالات مجتمعية حساسة مثل التربية والتعليم والصحافة والاعلام ودفاع مدني وشرطة. * المستغرب أنه في ظل هكذا حقائق بثبوت وهمية جامعات مثل جامعة لندنالأمريكية وشهادات ليس لها قانونية سوى الورق وجهد ودراسة ليست سوى حفنة من أوراق البنكنوت يطلق بعض الشرعيين والدعاة ووجهاء مجتمع على أشخاص يحملون شهادات من هذه الجامعات ألقاباً أكاديمية وكأنهم بذلك يؤكدون أحقية هؤلاء النصابين باللقب، واعترافاً منهم لهم بالعلمية والمعرفة؟! * كنت ولا زلت أطالب ليس فقط الجهات الرسمية بل وكل الفعاليات المجتمعية بفضح حاملي شهادات جامعات سوق الصواريخ وحراج ابن قاسم حتى وان كانوا من المقربين أو الاصدقاء أو المعارف فالحق ان كان هو مبتغانا الحقيقي أحق ان يتبع بل إن اصرارنا على رفض هكذا شهادات خدمة صادقة نقدمها للواهمين والنصابين بعدم توريط أنفسهم بدفع أموال يخسرونها دون مقابل عندما يعلمون انه لن يتم الاعتراف بها رسمياً ومجتمعياً ولعل قول الدكتور الشريف «فضيحتهم في المجالس» قول يستدعي منا ان كنا حريصين على اصدقائنا ومعارفنا نصحهم بعدم ذكر تلك الشهادات حفاظاً على سمعتهم المجتمعية هذا إن كانوا حريصين فعلاً عليها!! * وزارات الداخلية والتعليم العالي والتربية والتعليم لم يقصروا ونبّهوا ومنعوا وسنّوا القوانين التي تفضح الجامعات والشهادات الوهمية وبقي دور المجتمع بأكمله في عدم الاعتراف خاصة بعد كل هذه المعلومات التي اصبحت متوفرة ومعروفة للقاصي والداني عن هكذا جامعات وشهادات حتى نحافظ على أهم عنصر في بناء المجتمع وهو احترام العلم والفضيلة.