نعم .. ما حولنا من أحداث يفرض على القلم أن يشغل احياناً بقضايا فكرية او تاريخية او ما يحوم حولها من مسائل هنا وهناك. لكن لا ينبغي للعاقل ان يُغلب على ما فيه صلاح قلبه وزكاء نفسه فإلى هذا تسمو قلوب العارفين وحول مائها ترد أفئدة الظامئين، ولئن قال أحد شعراء العصر في امرأة حسناء ذات ادب وجمال، تعوّد أن يأتي دارها ويقف على بابها: إن لم أمتّع بميِّ ناظريَّ غداً أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء فما عسى أن يقول من هُدي إلى كتاب الله، فعرف بعضاً من دلائل آياته وجليل عظاته. كيف سيكون حاله إن حُرم حينًا عنه أو صرف دهراً عنه، أو حيل بينه وبينه. نعوذ بالله من كل ما يباعد عنه. عليه هذه تأملات يسيرة في قول الله ( إن الأبرار لفي نعيم* على الآرائك ينظرون* تعرف في وجوههم نضرة النعيم* يسقون من رحيق مختوم* ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون* ومزاجه من تسنيم* عيناً يشرب بها المقربون). (تسنيمٌ) عين في أعلى الجنة، يُسقى منها فريقان الأبرار والمقربون، أما الابرار فلا يشربون منها صرفا خالصة بل تمزج لهم مع ماء غيره وهذا قول الله ( ومزاجه من تسنيم) واما المقربون وهم أرفع درجة وأعلى منزله فيشربون منها صرفاً خالصة غير ممزوجة بماء آخر وهذا قول الله: (يشرب بها المقربون). إن القلوب إن لم تسعد بمثل هذا الخبر القرآني والتأمل الروحاني يُخشى عليها من القسوة والرّان. وصدق الله (وكذلك أوحينا اليك روحاً من أمرنا ما كنتُ تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم).