زيلينسكي يرى أن عضوية الناتو ستُنهي المرحلة الساخنة من الحرب    التعاون يتغلّب على الرائد بهدف " في ديربي القصيم    أسباب آلام البطن عند الرجال    الدموع    هدنة لبنان يهددها إطلاق النار الإسرائيلي المتقطع    ضبط (5) يمنيين في جازان لتهريبهم (100) كيلوجرام من نبات القات المخدر    تحركات دبلوماسية تركية روسية إيرانية لاحتواء الأحداث السورية    شخصيات دينية إسلامية تثمن جهود المملكة    "الجوهرة وأسيل" في المركز الأول عربيًا والتاسع عالميًا في الأولمبياد العالمي للروبوت WRO 2024    معرض المخطوطات السعودي يروي حكاية التراث ويكشف نفائس فريدة    دوري روشن: سافيتش يقود الهلال للفوز على الشباب وتضييق الخناق على صدارة الاتحاد    حلول مستدامة لتطوير قطاعي التمور والزيتون    استقلالية "تخصصي العيون".. دعم للبحث والابتكار    مهرجان للحنيذ بمحايل    دورة للإسعافات الأولية    الاتحاد «حاد»    الكويت: صدور مرسوم بسحب الجنسية من الفنان داود حسين والمطربة نوال الكويتية    تركي بن محمد بن فهد يستقبل سفير قطر    ميداليتان عالميتان لأخضر الباراتايكوندو    المركز الإعلامي في حلبة كورنيش جدة.. مجهر العالم لسباق سال جدة جي تي 2024    الأمير تركي بن محمد بن فهد يستقبل سفير قطر لدى المملكة    دوري روشن: ديربي القصيم يبتسم للتعاون بهدف دون رد امام الرائد    قطار الرياض.. 85 محطة منها 4 رئسية تعزز كفاءة التنقل داخل العاصمة    الجمارك تحبط تهريب أكثر من 480 ألف حبة كبتاجون إلى المملكة    مطارات الدمام تشارك في المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير    «سلمان للإغاثة» يدشن المشروع الطبي التطوعي لجراحة العظام في بورتسودان    جامعة الملك عبد العزيز تكمل استعداداتها لإطلاق مهرجان الأفلام السينمائية الطلابية    "الشؤون الإسلامية" تودع أولى طلائع الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين إلى بلدانهم    مجلس الشؤون الاقتصادية يتابع خطوات استقرار أسعار السلع    هل ترى هدنة غزة النور قبل 20 يناير؟    الذهب يرتفع مع تراجع الدولار    "ميسترو".. يوصي بالذكاء الاصطناعي لتحسين العلاج الإشعاعي    قرية القصار التراثية.. مَعْلَم تاريخي وحضاري في جزر فرسان    «الداخلية»: ضبط 19024 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    الكشافة السعودية تستعرض تجربتها في مكافحة التصحر بمؤتمر COP16    "التعاون الإسلامي" تشارك في اجتماع التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين في بروكسيل    "بلاغات الأدوية" تتجاوز 32 ألفًا في شهر واحد    ختام نهائيات الموسم الافتتاحي لدوري المقاتلين المحترفين في الرياض    «فيفا» يعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 على أعلى تقييم في التاريخ    أستراليا تحظر «السوشال ميديا» على الأطفال    «الإيدز» يبعد 100 مقيم ووافد من الكويت    باكستان تقدم لزوار معرض "بَنان" أشهر المنتجات الحرفية المصنعة على أيدي نساء القرى    انطلاق فعاليات معرض وزارة الداخلية التوعوي لتعزيز السلامة المرورية    ديوانية الأطباء في اللقاء ال89 عن شبكية العين    مدني الزلفي ينفذ التمرين الفرضي ل كارثة سيول بحي العزيزية    مدني أبها يخمد حريقًا في غرفة خارجية نتيجة وميض لحظي    ندى الغامدي تتوج بجائزة الأمير سعود بن نهار آل سعود    أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية التوحد بالمنطقة    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    بالله نحسدك على ايش؟!    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من بريق الذهب والماس..واللؤلؤ والمرجان إلى بريق الطب على درب ابن سينا

الماسة أم الوردة؟ الجسد أم الروح؟ اللؤلؤة أم الإنسان؟ أسئلة تواردت على خاطر الطفل وليد فتيحي ، الذي كان مرشحا لولاية عرش الذهب والمجوهرات في مجموعة فتيحي. لم تكن الإجابة سهلة أمام طفل كان شغوفا منذ الوهلة الأولى لعمله مع والده بتحقيق أكبر مكسب مادي، لكن سرعان ما تغيرت الأمور في جانب فتيحي الابن، ولمعت صورة الطبيب العربي الشهير ابن سينا في ذاكرته، ذلك الذي بدأ يطبق تعاليمه بمجرد أن حقق حلمه في بناء أكبر مركز طبي دولي بجدة فيما بعد، وأصبح وليد الأكثر انحيازا للجانب الإنساني، وما كان اختياره الطب على الذهب، ولا الإنسان على المادة إلا تلبية لهذا الانحياز. وجاءت مقالات ومداخلات الدكتور وليد فتيحي بالصحف ووسائل الإعلام لتؤكد المسعى الذي سعاه والذي يعلي دائما من القيمة الإنسانية في مواجهة سيطرة القيم المادية في المجال الصحي. ويؤكد الدكتور وليد أن مشروع مركز جدة الطبي الدولي الذي حلم به وهو بالولايات المتحدة يتجه شيئا فشيئا إلى السعودة، ويحرص على العودة بالطب إلى الشكل الإسلامي الأول. ويحرص الدكتور وليد على إقامة علاقات حميمة بمرضاه، فكم كان هؤلاء المرضى المعين الذي يغترف منه فتيحي قصصه الإنسانية تلك التي تصب يفهمها من خلال قناعاته الدينية والإنسانية. ومن القصص التي كتبها قصة “مسرة وميسرة” التي وقعت بعض أحدائها بمركز جدة الطبي، وعايش جانبا منها، وتخيل أنه والد الطفلين اللذين فقدهما الأب في لحظة واحدة، وأعاد سرد القصة لتكون عبرة لكثير من البشر. والزائر للمركز الطبي الدولي بجدة ينبهر تماما بالروح التي تحكم التعامل بين فريق العمل، وبمستوى المكان الذي وجد دفاعا من القائمين على مهنة الطب باعتبار أن جمال المكان من الوسائل التي تعين المرضى على الشفاء. على طريقة الدكتور وليد فتيحي حاولت أن أتخفف من ولعي بالذهب والمجوهرات، وإن كان ولعي بهذه الأشياء ينطلق من عشقي للفن وللجمال، وليس من القيمة المادية التي يثمن بها الناس الجواهر، وعندما وقع اختياري على عائلة الشيخ أحمد حسن فتيحي رجل الأعمال المعروف وصاحب العلامة التجارية الأشهر في عالم الذهب والمجوهرات، أردت أن أرصد شيئا مهما في مسيرة نجاح هذه العائلة. ورأيتني أكثر اهتماما بإنجاز الدكتور وليد فتيحي في عالم الطب، الذي كتب سطور نجاحه مرتين، مرة لأنه حقق نجاحا غير مسبوق بالمملكة كونه أول سعودي يحصل على شهادة الطب من الولايات المتحدة مباشرة بدون دراسة عربية تمهيدية في الطب، وكونه صاحب أول مركز طبي دولي بجدة يقوم بالتعاون مع عيادة أمريكية ويقام على الطراز الإسلامي. ومرة لأنه نجح في الفكاك من أسر نجاح العائلة الكبير، القادر على استيعاب نجاحات أخرى في مجال الذهب والمجوهرات والأسواق التجارية. لقد نجح الابن أن يبدأ قصة نجاح مغايرة وهو ابن عائلة يحلم بنجاحها كثير من المستثمرين ورجال الأعمال. من بريق الذهب: رغم أن اسم فتيحي أصبح يوما بعد يوم من أبرز العلامات التجارية في مجال المجوهرات في العالم العربي برمته، وأصبحت كل قطعة من مجوهراته تحكي قصة الخيال المبدع، والذوق الرفيع والرفاهية المتناهية لعميد العائلة، فإن الدكتور وليد فتيحي اتجه بتاريخ العائلة وجهة أخرى بعيدا عن خطى أبيه رجل الأعمال المعروف أحمد حسن فتيحي. أشهر صائغ سعودي: اكتسب فتيحي الأب خبرة في مجال الذهب منذ السادسة من عمره حيث كان يقف مع ابيه في المحل, وعندما بلغ الثانية عشرة اضطر إلى ترك الدراسة ليقوم على امور المحل بسبب مرض والده واستمر يدرس بطريقة المنازل إلى ان حصل على شهادة الثانوية العامة, وفي عام 1962 سافر لأول مره إلى إيطاليا ليحضر معه 1 كيلو ذهب ايطالي مشغول ليصبح أول جواهرجي يستورد الذهب الايطالي إلى السعودية, وفي العام 1965 أسس أول شركة سعودية ذات مسؤوليه محدودة مع والده, وفي عام 1970 استقل أحمد فتيحي بعمله ليفتتح أول محل خاص بمفرده تحت اسم أحمد حسن فتيحي. لكن فتيحي الابن لم يبهره عالم المجوهرات الذي صنعت تاريخه بالمملكة عائلة بدأت هذه الصناعة عام 1907 على يد جدها الأكبر والذي فتح للشيخ أحمد فتيحي المولود عام 1942م عالما من السحر، وكنزا من الخيال. ومثلما كان الجد يصوغ الفضيات في مكة المكرمة في القرن الثامن عشر، وتبعه الأب الذي بدأ مرحلة جديدة في عالم الذهب، فقد فكر فتيحي الابن في أن يدخل إلى النجاح من بوابة أخرى، كأنه يتحدى النجاح الذي حققته العائلة بنجاح آخر بدأ هو سرد قصته بنفسه. هل كانت دراسة الهندسة البوابة المرشحة لكتابة قصة نجاح فتيحي الابن؟ ولماذا عدل عنها إلى مهنة الطب؟ هل رفض الدكتور وليد أن يعيش في جلباب أبيه؟ سألت نفسي ، وهل حقا عاش الابن خارج هذا الجلباب؟ يحكي الدكتور وليد أنه عمل مع والده في السابعة من عمره في محل الذهب والمجوهرات بالصاغة ، وكان الوالد حريصا على تدريبه على بعض الأعمال بالتدريج حتى يقوى ساعده، وقد علمته المواقف المختلفة أهمية تحقيق العدل في المعاملات، يقول: حدث مرة أثناء بيعي لخاتم لأحد الزبائن أن وقع وزنه بين المثقالين على حساب الزبون، فحاولت استشارة الوالد ولكن وجدته مشغولاً مع زبائن آخرين فلم أود أن أزعجه، وقررت حساب الكفة لصالح المحل، إلا أنه انتبه ساعة الحساب، ووجهني عندها بأنه عند تعذر الميزان عليك فيجب إعطاء الأولوية الزبون وليس لنفسك. أما الوالدة السيدة ثريا جميل عطار فقد علمته أشياء أخرى، فهي تعتبر رمز الحكمة والفكر المستنير والعميق كونها مطلعة جيدة على مختلف الثقافات وقارئة نهمة، مستندة على إلمامها الواسع باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، يقول: تعلمنا أنا وبقية أخوتي منها حب القراءة والأسلوب الحضاري في التعامل، ولا أذكر مرة أنها رفعت يدها عليّ أو وبختني بكلمة، حيث إن الخلق هو أثقل ما في الميزان يوم القيامة. ويفسر الدكتور وليد اتجاهه إلى الطب وترك عالم المجوهرات بأن الأحجار الكريمة لا تعدو كونها حجارة من الأرض. وأن هناك ما هو أقيم منها وهو الإنسان الذي سخر كل ما في الأرض من أجله. وإذا كان الناس يتباهون في امتلاك أنفس الأحجار في الأرض ، فنحن نتباهى بأننا نتعامل مع أنفس ما في السماء والأرض، ولا يعتبر فتيحي مشروعه الطبي الكبير تحولاً في نشاط العائلة المعروف في مجال الذهب والمجوهرات، لوجود شركاء لديه من السعودية والإمارات، بالإضافة إلى المجموعة الأميركية. ويشرح أن دخوله الطب بالولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على بكالوريس الهندسة لأن القوانين في أمريكا تتطلب الحصول مسبقاً على درجة البكالوريوس في أحد التخصصات سواء العلوم، السياسة، الإقتصاد أو الهندسة لأجل السماح بدراسة الطب، قائلا: كنت أول طالب سعودي بعد تخرجه من الثانوية العامة في المملكة يتحصل على درجة البكالوريوس في الطب من أمريكا، وهذا الأمر نادر حدوثه إلى يومنا هذا. بخلاف بقية الأطباء السعوديين الذين يتحصلون على درجة البكالوريوس في الطب من المملكة ثم يكملون الدراسات العليا و التخصصات في الغرب بعد ذلك. ويحكي الدكتور وليد أنه أنهى دراسة الهندسة من جامعة «جورج واشنطن» الأمريكية، وتخرج الأول على دفعته ب»مرتبة الشرف الأولى»، ثم التحق بكلية الطب في الجامعة، حيث حاز على شهادة الدكتوراه في الطب، ثم أتم تدريبه وزمالته من المستشفيات التابعة لكلية طب جامعة «هارفارد». ويضيف أنه حصل على «البورد» الأمريكي في الأمراض الباطنية و»البورد» الأمريكي في الغدد الصماء و السكر وحصل على جوائز عدة منها جائزة «أفضل معيد» لعام 1993 من مستشفي «مازنت اوربورن» التابعة لكلية الطب بجامعة هارفارد، وعمل مابين 1999-2002 كعضو هيئة تدريس كلية طب الجامعة نفسها، وكاستشاري في الغدد الصماء والسكر في «مركز يوزلن العالمي» للسكري التابع لكلية طب جامعة هارفارد، وحصل على الماجستير في الصحة العامة في الإدارة والقوانين الطبية. لكن النجاح الذي أردت سرد قصته لم يتوقف في الولايات المتحدة، ولم ينته عند حصول فتيحي الابن على الدرجات العلمية في الطب، تلك الدرجات التي ألبست الابن جلبابا آخر غير جلباب أبيه، لكنه بدأ يكتب سطوره الأولى عندما عاد الابن إلى المملكة. حلم عمر: المبنى الذي تم افتتاحه في العام 2006م تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأثنى عليه لما يحتويه من أجهزة ومعدات طبية تضاهى أكبر المستشفيات والعيادات في العالم، جاء تجسيدا لجلم حلمه فتيحي أثناء دراسته بالولايات المتحدة، وقد تم إنشاؤه بالتعاون مع «مجموعة عالمية طبية» إحدى أشهر العيادات في العالم، وتم تصميمه على الطراز الإسلامي. العلاج بالعمارة: ويشرح الدكتور وليد طبيعة المبنى قائلا: عند تصميم المركز أخذنا بعين الاعتبار تطبيق مفهوم »الشفاء بالتصميم»، وذلك من خلال إنشائه بواسطة فن العمارة الإسلامية، والهوية والثقافة العربية. وجاء الاهتمام بالتصميمات الداخلية والخارجية وانتقاء المخطوطات العربية والآيات القرآنية بدقة وعناية فائقة، فضلاً عن هندسة المناظر والنباتات والمزروعات والإضاءة والتهوية الطبيعية، وإطلالة غرف التنويم على الحدائق والنوافير وتهيئة الممرات التي تتيح للمريض حرية التجول والتأمل الاستشفائي من أجل توطيد العلاقة بين المريض والبيئة المحيطة به واعطائه شعوراً بالراحة النفسية والثقة والاطمئنان واحساساً بالانتماء مما يساعد على شفائه. ويدافع فتيحي عن فخامة البناء الذي كان موضع اتهام : ليست فخامة بل هو مفهوم .. فالتصميم له عناصر تساعد على الشفاء، وهذه العناصر درست من الناحية الفسيولوجية التجميلية والسيكولوجية والطبية، فمثلاً الإضاءة الطبيعية في كل غرفة، وإختيار الآيات القرآنية في الأروقة والغرف، والحدائق المنتشرة تساعد المريض على الشفاء بسرعة. أما من سيدفع الثمن، فهذه المستشفى بنيت بتكاليف ليست أعلى على الإطلاق أعلى من أي مستشفى آخر في المملكة، فالله يبارك للإنسان إذا خلصت نيته لله، وقد تستغرب أن أسعار المستشفى هي في حدود أسعار مستشفيات المملكة بل بعضها أقل! فنحن نقدم الرعاية الطبية المتكاملة بأسعار منافسة. وللأسف أن الكثير من الناس إفترضوا بمخيلتهم أن أسعار المستشفى عالية، وربطوا ذلك برقي الخدمات الطبية التي نقدمها وهذا مغاير للواقع ففي الحقيقة أن قيمة الكشف لدينا هي ضمن الحدود المتعارف عليها لدى باقي المستشفيات بل هناك من هو أعلى ، وليس السؤال من سيدفع الثمن بل من سيكرمه الله ليستفيد من خدماتنا ويعرف حقيقة أن خدماتنا أسعارها معقولة. ويشير بأصابعه إلى المركز كمبنى قائلا: المبنى الذي تشاهده لم يكلفنا كثيراً، بل أقل من كثير من المستشفيات التي بُنيت في المملكة. كونه بني على أسس سليمة وإجراءات إقتصادية مدروسة. لقد بني المستشفى ليس على أساس الفخامة ولكن تطبيقاً لمبدأ الشفاء بالتصميم. فالإضاءة الطبيعية التي تشرق بها الشمس على جميع الغرف، بالإضافة إلى الحدائق الموزعة في جميع أنحاء المستشفى، والآيات القرآنية، واستخدام المواد الطبيعة وليس الصناعية تساعد على الشفاء. لكن الإستثمار الحقيقي التي نصرف عليه بسخاء هو الأطباء والتمريض، مع عدم التساهل في جزئية علاج المرضى البتة. ونحن نحرص على تقديم أسعار في متناول الجميع، لأن رسالتنا هدفها ليس مادي بقدر ما هي تقديم خدمة إنسانية بالدرجة الأولى وفق أعلى المعايير. وأود أن أعرف لماذا كل هذا الإنتقاد على بناء مستشفى بهذا الرقي! لماذا لا يوجه الانتقاد للأسواق التجارية المنتشرة بكثرة، لدرجة أنها أصبحت سوقا لكل مواطن وقريباً سوقا لكل مواطنة؟! فكرة المركز ويشرح أن فكرة المركز بدأت منذ عشر سنوات أو تزيد، بنية وضع النموذج للرعاية الصحية في المملكة، والغاية هي الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى فليس هناك أقدس ولا أعظم من هذا العمل كما قال: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، واستغرق التصميم قرابة الأربع سنوات من العمل المكثف في بوسطن، إلى جانب المكتب الاستشاري هناك حيث قاد فريق العمل المصمم الرئيسي الدكتور سامي عنقاوي، وطبقنا مفهوم الشفاء بالتصميم، بينما لم يستغرق التنفيذ سوى سنتين ، ورأس المال 500 مليون ريال. ويضيف أن المركز الطبي الدولي حصل على جائزة الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية من الهيئة العامة للاستثمار لعام 2005م، والتي يرأسها المحافظ عمرو الدباغ،
تقديراً لنجاح المركز الطبي الدولي في اجتذاب أفضل استثمار أجنبي وتتويجه بتحقيق شراكة استراتيجية مع عدة جهات عالمية طبية التي تعتبر من أعرق وأفضل المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية، والعالم والرائدة في مجال تقديم خدمات الرعاية الصحية والبحوث الطبية، وبهذه الشراكة سنكون أول مستشفى سعودي يحقق هذه الشراكة التي تضعه في مصاف كبريات المستشفيات العالمية. وسنؤكد ذلك من خلال أسلوبنا في المعالجة الكاملة والشاملة للمريض «جسداً وعقلاً وروحاً». المفهوم الشامل للعلاج: ويعود الدكتور وليد بمفهوم الشمول للعلاج الذي أقره المركز إلى ابن سينا الذي كتب عنه قبل أكثر من ألف سنة، والآن الغرب يعود مرة أخرى يتحدث عن الطريقة المثلى لعلاج الإنسان هو الشمولية في علاج الجسد والعقل والروح، فهي ليس بدعاً ولا شيئا جديدا وإنما هي الطريقة الوحيدة السليمة الصحيحة في التعامل مع الإنسان. العقل هو كيف نحترم عقلية المريض ونجعل المريض جزء من العلاج، الجسد عدم التهاون في أخذ أي جزئية لها علاقة بسلامة المريض من منطلق أن هذه أمانة، وأي تقصير في أخذ من هذه الأسباب هو خيانة للأمانة. الروح هو كيف تخلق مناخ يساهم فيه العاملون أو مقدمو الخدمة الصحية على تلبية الاحتياج النفسي والروحي والعاطفي عند المرضى، هذا هو مفهوم الشمول في العلاج. سعودة بنسبة 45 بالمائة: ورغم وجود شراكة سعودية أمريكية بالمركز فإن الدكتور وليد يؤكد أن أكثر من 50% من العاملين في مستشفى المركز الطبي الدولي هم من السيدات، ومن تجربتي وجدت أن المرأة السعودية بشكل عام على درجة عالية من الإنتاجية والجدية وعلى مستوىً عالٍ من الذكاء، وأعتقد أن السبب هو إجتهاد المرأة لإثبات جدارتها وأن المرأة في فترة المراهقة لم تتشتت جهودها وطاقاتها، وقد وجدنا أن المنتوج النسائي السعودي قوي، وفي مستشفى المركز الطبي الدولي الكثير من السعوديات القياديات اللاتي يتبوأن مناصب قيادية في عدة أقسام. وأن نسبة السعودة في مستشفى المركز الطبي الدولي تعتبر من أعلى نسب السعودة في في القطاع الصحي وحالياً تصل نسبة الوظائف الموطنة إلى 45% على أن تصل في مراحل مقبلة الى أعلى من 50% . والمتجول في مستشفى المركز الطبي الدولي يكتشف وجود مراكز هي لصحة المرأة، ولصحة الطفل، ولعلاج مرض السكر، ولصحة العظام والمفاصل، ولعلاج الألم والصداع، ولجراحة التجميل والعناية بالبشرة، وأخيرا مركز الأورام الذي تم افتتاحه حديثا يقول الدكتور وليد : إن أردنا أن نتحدث عن قسم جراحة القلب فتجرى لدينا الآن أكبر وأدق العمليات القلبية المتطورة والمرضى يقصدونا من أنحاء العالم العربي، لأننا حققنا نجاحات في جراحات القلب على مدى عشر سنوات، وأن استشاريي أمراض وجراحة القلب في مستشفى المركز الطبي الدولي هم إما من خريجي المراكز المميزة عالمياً أو أنهم تلقوا تدريبهم في أرقى المنشآت الطبية وبحكم عملهم وتعليمهم وتدريبهم في كليفلاند كلينك واطلاعهم على أفضل وسائل رعاية المريض هناك هذا جعلنا في مكان متميز بفضل الله. وفيما يشبه الفخر بأبناء مركزه يؤكد فتيحي أنه يفتخر أن لدينا أكثر من 100 زمالة وبورد أمريكي وكندي، بالإضافة أن الكثير من الكفاءات والنجوم السعودية بدءوا يطرقوا الأبواب ويتنافسوا على الإلتحاق بالمركز الطبي الدولي، والسبب أن الطبيب يريد مناخاً يتيح له مشاركة بالرأي وأن يعامل بكل إحترام وإنسانية ويعطى حقه المعنوي. أول شراكة سعودية أمريكية: يقول الدكتور وليد: هذه أول شراكة من نوعها في المملكة العربية السعودية وهي شراكة حصرية في المملكة، ومؤسسة طبية عالمية وهم شركاء في أسهم مستشفى المركز الطبي الدولي ولهم ممثلين في مجلس الإدارة ولهم حق التصويت وعليهم واجب المشورة، كما أنهم يحضروا إجتماعات مجلس الإدارة بالإضافة إلى أن التدريب والقوانين الطبية ميسرة ومتاحة بين أيدينا، ونسعى من خلال هذه الشراكة إلى بلورة نموذج ناجح من الشراكة الأجنبية المكرسة إلى الإرتقاء بالجودة مع الإبتكار في خدمات الرعاية الصحية من خلال تقديم خدمات طبية ذات مبادئ إنسانية تتفوق على المعايير العالمية بما تشكل لهذه الشراكة وضعها الخاص المتمثل في التمسك بجذورها الإسلامية والحضارية العميقة. إنجازات المركز وعن إنجازات المركز الطبية يقول فتيحي: أجرينا أكثر من (5000) عملية متقدمة ومتنوعة بين الجراحات العامة والقلب المفتوح وجراحات العظام والأعصاب والدماغ والعمليات المعقدة. والأمر الذي يثلج الصدر هو أن المرضى يقصدون المستشفى لجودة الخدمات الصحية المقدمة فيها. بما فيهم المرضى الذين لا تربطنا مع شركاتهم التأمينية عقود علاج، فيقومون بالتعامل معنا نقداً. وأصبحت تردنا حالات كثيرة من خارج المملكة كمصر والسودان والأردن للعلاج حرصاً منهم على العلاج وتوفيراً للوقت والجهد والمال. وليس هذا فحسب فنحن متطلعون لتقديم الأفضل في السنوات القادمة. شعار الشجرة المباركة: ويشير د.وليد إلى أن شعار المركز الطبي الدولي الذي يتألف من خمسة أهلة تكتنفها مشكاة هو تجسيد للشجرة المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ، فالثلاثة أهلة العلوية هي بمثابة الجسد والعقل والروح وتمثل المقومات الأساسية الثلاث الأساسية لصحة الإنسان، التي يتوجب العناية بها ضمن خطة علاجية شاملة لتحقيق أفضل نتائج الشفاء بإذن الله، ويرمز الهلالان السفليان إلى جذع الشجرة المباركة الراسخة الجذور ممثلة بأفضل المعايير الطبية العالمية في العلاج والمعايير الربانية في المعاملة والأخلاق. الرسالة: وعن المشروعات التي يعمل بها فتيحي لتحقيق رسالته يقول: أعمل على نشر رسالتي من خلال مشروعين، الأول هو مستشفى المركز الطبي الدولي وتتمثل رسالته في « صناعة نموذج فريد لرعاية صحية ذات نظرة شمولية لشفاء الإنسان جسداً وعقلاً وروحاً باتباع أفضل المعايير الطبية العالمية للعلاج واقتفاء المعايير الربانية في المعاملة والأخلاق»، أما مشروعي الثاني فهو أكبر مشروع لمركز حضاري إسلامي في (أمريكا) بوسطن، وقد شارف على الإنتهاء بعد سبع سنوات من العمل الجاد، وكلف أكثر من 23 مليون دولار، وهو عبارة عن مسجد جامع ومدرسة ومركز دعوي وإعلامي، يقع بالقرب من كلية ومستشفيات هارفرد الطبية. فإذا أردت أن تعرف د. وليد فتيحي فلا بد أن يعرف من خلال ما يقوم به الأرض ومن خلال رسالته للإنسانية. يقول: عندما كنت في أمريكا التي عشت فيها على مدى (20) عاماً. حيث درست الهندسة في جامعة جورج واشنطن وتخرجت الأول على الدفعة بمرتبة الشرف. ثم بعد ذلك تخرجت من ذات الجامعة في تخصص الطب كأول سعودي يتحصل على درجة الطب من أمريكا. تلاها تحصلت على البورد الأمريكي في الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكر . ولم يكن الهدف من فكرة المشروع ماديا بحتا، حيث لو كان كذلك لاتجهت إلى مجالات أخرى تدر مبالغ طائلة، ولكن كان الهدف إنسانياً بالدرجة الأولى بعد مشاهدتي لمعاناة المرضى الذين يتحولون إلى أمركيا للعلاج ، ويتكبدون عناء السفر والبعد عن بلادهم. لذلك حرصنا أن ننافس العالم في تقديم أفضل العلاج الطبي على مستوى العالم، مع تهيئة المناخ الملائم لأن يكون المستشفى المقر المشرق في تواجد كوادر العالم العربي بين أروقته.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.