إذا كان لكل زمان سمته وخصائصه في توجيه اهتمام المجتمعات وتقديم أولويات الدول فإن سمة هذا العصر الرئيسية التركيز على الموهوبين واكتشافهم ثم رعايتهم من خلال برامج رعاية تضمن تطوير مستواهم والارتقاء بطاقاتهم وإبداعاتهم واستثمارها إلى أقصى مدى ممكن لصالح المجتمع والفرد نفسه. ولمحاولة التعرف على أهمية هذا التوجه لا نقول المحلي فقط ولكنه العالمي فأننا نذكر أن نسبة هذه الفئة الموهوبة قد تصل إلى 2% من مجموع السكان في اغلب الأحوال ولكون الولاياتالمتحدة اهتمت كثيرا بهذا الأمر فقد ثبت من خلال تلك النسبة أن في الولاياتالمتحدة حوالي 600 ألف موهوب جمعتهم من أبناء الشعوب ألأخرى وقدمت لهم امتيازات مغرية بشكل استقطبت فيه عقول وأفئدة مبدعي العالم وأتاحت لهم الفرص المميزة وتمكن جلهم من تبوء مكانة تناسب مواهبه ولذلك فهذا العدد أصبح يدير بالفعل جوانب القطاعات والمؤسسات العلمية وغيرها في أمريكا بمعنى أن هذه الفئة القليلة نسبة بعدد السكان تدير وتخطط وتقود 300 مليون أمريكي تقريبا. ونظرا لمكانة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الساحة الدولية حيث تعتبر قائدة للعالم بشكل كبير والموهوبين هم الذين يقودونها فان الموهوبين هم القادة لهذا العالم، ولا أعني بالقيادة الرئاسة فقط، وإنما الفئة المحركة والقائدة للمجتمع بكل مؤسساته ومن هنا يظهر أثر وقيمة الموهوبين على مناحي الحياة حيث لديهم القدرة على التغيير الايجابي واكتساب وسائله بشكل سريع وتسخيره لمصلحة الأوطان والشعوب والحياة عليه ومن أهميته كان اهتمام حكومتنا الرشيدة وعناية خادم الحرمين الشريفين بشكل شخصي ومباشر برعاية الموهوبين في المملكة من خلال ما ينفذ من برامج رعاية بوزارة التربية والتعليم على وجه الخصوص حيث قطعت خطوات مرضية جدا في هذا المجال لا نقول أنها كل الطموح ولكنها بدأت بها المسيرة نحو مجتمع راق، يقدر الموهبة ويؤهلها لتكون في المكان الصحيح وتلك خطوة مهمة نحو التطور المنشود للوطن حيث تعتبر هذه الخطوة هامة لتحقيقه ونلمس أثر هذا التوجه الكريم بتمكن العديد من أبناءه وبناته من تحقيق إنجازات علميه متقدمة في مختلف الجوانب وفي أكثر من بلد وهذا يؤكد أن الاهتمام المدروس والمدعوم من قادة هذه البلاد بدأ مردودة يظهر وأصبحت مخرجاته واضحة للأعيان وإلى المزيد فما هي إلا خطوة في رحلة الألف ميل ولكن يسعدنا أنها انطلقت بقوة والحمد لله. ** مشرف بإدارة الموهوبين بتعليم جدة[email protected]