لازالت الأسرتان السعودية والتركية تعيشان وضعا نفسيا واجتماعيا صعبا رغم مرور 6 سنوات على تبديل طفليهما علي ويعقوب على أسرة مستشفى الملك خالد بنجران . فمنذ الرحيل الأول للطفل علي برفقه والديه الحقيقيين وفي المقابل بقاء الطفل يعقوب بجوار والديه الحقيقيين في منطقة نجران والوضع النفسي للعائلتين يزداد سوءا يوما بعد يوم وحسب العائلتين فإن أيام الفرح طويت منذ أن تم اتخاذ القرار بان يلتحق كل طفل بالدراسة بجوار والديه. و رغم ألم الفراق وبعد المسافة واختلاف اللغات بين العائلتين والطفلين فلا علي قادر على ان يتحدث كل مفردات اللغة التركية ولا الطفل يعقوب قادر ان يتحدث كأي سعودي مع مجتمعه ووالديه وإخوانه ومع زملائه في الدراسة . 6 سنوات يصفها الأب السعودي محمد سالم آل منجم ب “المعاناة” التي تكبر كلما كبر الطفلان , والنتيجة معاناة نفسية لكل العائلتين وانعزال شبه تام للطفلين رغم سعي كلا الطرفين من الأسرتين في تهيئة الجو المناسب حسب ما يستطيعون , ليعود ليؤكد لنا غيرة مره أن العائلتين تقضيان أوقاتا كثيرة على جهاز الحاسوب بالصوت والصورة فعلي لن يمر يوم حتى يكلم والدته التي ربته أمام الكاميرا وهو يجهش بالبكاء وفي الجهة الأخرى نرى يعقوب هو الأخر يعيد نفس المشهد وفي بعض الأحيان نغلق الجهاز بسبب موجة البكاء التي تنتاب الجميع , لدرجة أن الأمر ألقى بظلاله على الطفل يعقوب وسبب له انعزالا شبه تام في غير أوقات اللعب مع إخوته الحقيقيين , مما اجبره على النوم حتى بمفرده وفي غرفة خاصة به دون إخوته الآخرين , معاناة نعيشها ودموع نذرفها وفراق مرير نتجرع ويلاته في كل مساء خلف شاشة الحاسب والكام , ويؤكد آل منجم أن طفله يعقوب يؤكد لهم دائما أنه فور انتهاء الدراسة سوف يرحل إلى والديه اللذين رباه , على اعتقاد أن وجوده هنا للدراسة فقط , وهو الحال بالنسبة للطفل علي.وكانت المحكمة الإدارية بالرياض رفضت أمس الأول للمرة الثانية دعوى المطالبة بالتعويض ضد وزارة الصحة في موضوع دعوى طفلي نجران. وطالب محاميا الأسرتين السعودية والتركية عبدالله رجب وكاتب الشمري بإعادة المطالبة بالتعويض، مؤكدين في تصريح ل «المدينة» اندهاشهم من قرار المحكمة الموقرة برفض الدعوى دون الخوض في موضوع الاختصاص، حيث كانت جلسة الأمس للنظر في دعوى الأب السعودي بعد رفض دعوى الأب التركي الأسبوع الماضي . واكد أنهما عند استلامهما للحكم بتاريخ 11/6/1431ه سوف يتقدمان بالاعتراض على الحكم المطعون عليه والذي صدر في غير محله،