تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة مساء اليوم معرض “صور الحجاج إلى مكة- 1325ه/ 1908م” الذي تنظمه مؤسسة التراث في متحف “باب البنط” بجدة بالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية للأدباء الدومينكان. وعبّر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة التراث عن شكره لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على رعايته لهذا المعرض المصور الذي يضم مجموعة قيمّة من الصور التاريخية والتي التقطها الدكتور محمد الحسيني عن مكةالمكرمة في موسم حج سنة 1325ه (1908م)، منوها بافتتاح سمو محافظة جدة المعرض كجزء من اهتمامه الدائم بخدمة التراث الوطني وسعيه الدءوب في الحفاظ عليه. وأشار الأمير سلطان إلى أن تنظيم هذا المعرض يأتي انطلاقاً من اهتمام المؤسسة وعنايتها بالتراث الوطني السعودي الذي يشكّل امتداداً للتراث العربي والإسلامي ويعبّر عن حرصها على الشراكة الفعالة والتعاون المثمر مع مختلف الأطراف ذات الصلة بتنمية التراث والحفاظ عليه. وبيّن سموه أن المؤسسة تسعى إلى الإسهام في خدمة التراث الثقافي بالمملكة كأحد أدوارها في تنشيط حركة الثقافة في البلاد من خلال تنظيمها ومشاركتها الدائمة في المعارض والندوات والملتقيات المحلية والمحافل العربية والدولية التي تعنى بالتراث وتبرزه كمنجز حضاري وأداة لتشكيل الهوية الحقيقية للمجتمع ونافذة لتعريف العالم بثقافتنا وحضارتنا. من جانبه أوضح الدكتور زاهر عبدالرحمن عثمان مدير عام مؤسسة التراث أن مجموعة الصور التاريخية التي يحتضنها المعرض تمثّل أحد كنوز تراثنا غير المكتشفة والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل نفض الغبار عنه والتعريف بها وبما تمثّله من قيمة ثقافية وحضارية. وأشار إلى أن تنظيم مؤسسة التراث لهذا المعرض يندرج ضمن الأنشطة والبرامج الثقافية التي تسعى المؤسسة من خلالها إلى فتح آفاق جديدة للتعاون في مجال الحفاظ على التراث وإتاحته للباحثين والمهتمين لإلقاء مزيد من الضوء عليه، منوهاً إلى أن تعاون مؤسسة التراث مع المعهد الدومينيكي للدراسات الشرقية بالقاهرة في وضع هذه المجموعة بين يدي المؤرخين والمهتمين بتراثنا وإتاحتها لهم يعبّر عن جهود الطرفين في تقديم تراثنا إلى العالم على النحو الذي يليق بمكانته وموقعه في خريطة التراث الإنساني. وبيّن أن مجموعة الصور التاريخية التي يكشفها المعرض لأول مرة في المملكة، تكتسب قيمتها من عدد من العناصر التي تشمل التقاطها في زمن كانت فيه الصور في عمومها نادرة، فضلاً عن كونها تعود إلى فترة سبقت تأسيس المملكة، وتوضّح معالم الأراضي المقدسة في تلك الفترة، قبل التوسعات التي شهدتها في العهد السعودي، موضحاً بأن المصور الدكتور محمد الحسيني يختلف عن غيره من المصورين في كونه مسلماً ويعمل نائباً للقنصل البريطاني في جدة ولا يحتاج إلى التحايل لدخول مكةالمكرمة كما فعل غيره من المستشرقين. وأوضح الدكتور زاهر أن صور المعرض تتميز بشمولها لرحلة الحج من بدايتها إلى نهايتها، فإلى جانب تغطيتها للأماكن المقدسة، فإنها تضمنت صوراً لكبار المسؤولين المرافقين للبعثات والموانئ والحياة على ظهر السفن وطرق السفر بين جدةومكة والمحمل، مما يساعد على استخلاص كثير من الحقائق والمعلومات ذات الأبعاد التاريخية، التي تعين على استنباط صورة أقرب إلى واقع الحج في ذلك الزمان ومراحل رحلته، فالصور تعد مصدراً رئيسياً من مصادر التوثيق العلمي والقانوني والتاريخي لحضارات الأمم وثقافتها.