ما معنى أن يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمته أمس الأول في الذكرى ال 43 لاحتلال القدسالشرقية ومن على (تلة الذخائر) في حي الشيخ جراح العربي إصراره على مواصلة البناء الاستيطاني في القدس العربية مدشنًا للمزيد من مخططات بناء الوحدات السكنية الجديدة ؟ وما معنى قوله إنه لا يمكن تحقيق الازدهار في مدينة مقسمة، ولا يمكن تقسيم أو تجميد مدينة مزدهرة ؟ وما معنى أن يصدر هذا التصريح بعد بضعة أيام قليلة من صدور القرار 1650 بترحيل فلسطينيي القطاع من مدن الضفة الغربية الذي يعتبر شكلاً آخر من أشكال الترانسفير ؟ وما معنى أن يجيء كل هذا القول في الوقت الذي تستأنف فيه المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بعد 18 شهرًا من التوقف بسبب عدم إذعان حكومة نتنياهو لمطالب المجتمع الدولي بما في ذلك الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بوقف الاستيطان أو حتى تجميده في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية؟ معنى ذلك كله أن إسرائيل تستهتر بالرأي العام العالمي وتستهزئ بالقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة ولا تعير المفاوض الفلسطيني أي قدر من الاعتبار أو الاحترام أو الندية عندما تستبق هذه الجولة الجديدة من المفاوضات بالإعلان عن موقف نهائي حاسم حيال مصير القدس حتى قبل طرح ملفها في تلك المفاوضات ؟ هذا التحدي الإسرائيلي السافر الذي لا يقيم وزنًا لكل القيم والمعايير الأخلاقية والشرعية الدولية يتطلب من المفاوض الفلسطيني أن يضاعف من جهوده من أجل العمل على التمسك بالثوابت والخطوط الحمراء وفي مقدمتها القدس وحق العودة وإنهاء الانقسام، ودعم حقوقه المشروعة بالتوجه إلى المجتمع الدولي لرفع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني وأدى إلى وجود نحو 6 ملايين منه ، في الشتات ،بينهم 5 ملايين لاجئ ، تمنعهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من العودة إلى مدنهم وقراهم ومزارعهم ، في وقت تسنّ فيه القوانين العنصرية وتمارس التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني ، خاصة في القدسالمحتلة، والتركيز على القرارات والمبادرات الدولية التي تدعم تلك الثوابت وعلى رأسها القرارات 181 و242 و388 والمبادرة العربية للسلام ، والكف عن الظهور بمظهر العجز والضعف الذي تستغله إسرائيل على أوسع نطاق.