بمشاركة 50 ألف عداد ولمدة خمسة عشر يوماً انطلقت مساء يوم الثلاثاء 13/جماد الأولى 1431ه أهم وأكبر مرحلة تعداد سكاني تشهدها المملكة وتنفذها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات ، ولابد من خلال هذه الوقفة البسيطة أن نقف أمام عبارة «والمعلومات» التي تضمنها اسم هذه المصلحة الهامة ، وكما قيل إن هذه المرحلة من التعداد هي مرحلة محورية في أعمال التعداد ثم التجهيز والإعداد، لها منذ ما يقارب الثلاث سنوات ، وكما هو معروف أن التعداد السكاني،هو تجسيد لرؤية شاملة لخطط المستقبل ، حيث يتم جمع المعلومات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية،للسكان بهدف توفير متطلبات واحتياجات المخططين ، والباحثين من البيانات الأساسية التي تتطلبها خطط التنمية للدولة ، وهذا ما توضحه الأهداف العامة للتعداد المعلن عنها وكما هو معروف إن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات قد أعدت العدة لهذه المرحلة الهامة من التعداد مع بداية شوال 1428 ه، من خلال المرحلة التحضيرية،وهذه المرحلة تعتبر المرحلة الهامة والرئيسية في البرنامج التدريبي الخاص بالمشتغلين الإشرافيين مركزياً في مقر المصلحة في الرياض ،وغيرها من المناطق الأخرى حيث شمل البرنامج إعداد وتهيئة المشرفين، ونواب المشرفين، والمساعدين، لقيام بتدريب الفئات التنفيذية( المفتشين ، المراقبين ، العدادين ) والبالغ عددهم نحو (45) ألف فرد، حيث اشتمل البرنامج التدريبي على تكثيف الهيئة وهذا هو الأهم من خلال محاضرات، وتدريب تفاعلي، وورش عمل، وتدريب ميداني، وتدريب منزلي ، كما تضمن البرنامج التدريبي التعريف بتاريخ التعداد في المملكة، وأهم استخدامات بيانات التعداد، والمراحل التحضيرية السابقة للتعداد ، والتعاريف المستخدمة في كافة البيانات إضافة إلى كيفية استخدام الخرائط، والعلامات الميدانية في المدن والقرى. أعتقد أن هذه النقطة التي تمت تدريبياً من الأهمية بمكان توفرها لتحديد نجاح هذه الخطوة الهامة، والجبارة في منظومة التنمية الشاملة التي تحرص عليها الدولة على مستوى كافة قطاعاتها ومرافقها ، ان هذا المشروع الوطني هام جداً لأن بيانات التعداد التي نمليها للعدادين تخدم العديد من دراسات الجدوى للمشاريع الاقتصادية،والاجتماعية التي تحقق الفائدة للأفراد،والمؤسسات،والقطاعات المختلفة ، لأن الدراسات الاقتصادية مثلا تعتمد على البيانات التي توفرها القطاعات المكملة لمراحل التخطيط المختلفة والتي تشتمل على معدلات النمو السكاني ونمو المدن وكذلك توزيع السكان حسب المناطق والمحافظات وتوضح خصائصهم المتمثلة في نوع السكن،والعمر،والمهنة، وكافة المعلومات الشخصية اللازمة والمفيدة في مثل هذه الدراسات، ومن خلال مثل هذه البيانات يمكن تقدير الاحتياجات للخدمات أو السلع المزمع تقديمها للسكان، وأن أهمية توفر المعلومات الدقيقة تساعد على فهم الواقع للاحتياجات ، ولهذا لابد من التأكد بأن كل مشارك فى هذا التعداد شارك في تقديم المعلومات التي تأكد من صحتها ، فإنه يكون قد شارك في التخطيط الناجح للتنمية السليمة ،