يفترض أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية اليوم وسط تكهنات إسرائيلية بعدم جدواها، وهو ما أكده نائبا رئيس الوزراء الإسرائيلي دان ميريدور وسيلفان شالوم عشية بدء المفاوضات بينما كان مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشرق الأوسط جورج ميتشل لا يزال يواصل مهمته للتقريب بين وجهتي نظر الطرفين ، ففيما اعتبر شالوم المفاوضات المرتقبة بأنها لن تسفر عن أي نتيجة ، توقع زميله الآخر ميريدور أن يكون مصيرها الفشل ، فيما واصلت إسرائيل في غضون ذلك استفزازها لسلطة رام اللهولواشنطن وللمجتمع الدولي بأسره بالإعلان عن مزيد من البناء الاستيطاني في القدس العربية وحرق وتدمير المزيد من المساجد في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي لا يزال تحت الحصار. من المفهوم ضمنًا أن المهلة التي منحتها لجنة المتابعة العربية لتلك المفاوضات بحيث لا يمتد الأمر لأكثر من أربعة أشهر، تعني أنه إذا لم تؤد المفاوضات إلى نتائج مُرضية فإن العرب سيعودون إلى مجلس الأمن، ويطالبون بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة ، وسيمضي رئيس الحكومة سلام فياض في الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد في موعد أقصاه عامان ، وهو ما يعد له من الآن ، وفيما تعد إدارة أوباما بحسب مصادر الأنباء خطة سرية مع حلفاء أوروبيين بارزين لعقد مؤتمر دولي في نهاية العام الحالي ، وهو ما يعني أن واشنطن تتأهب ، في ظل توقعات الفشل في إمكانية تحقيق المفاوضات لاختراق ما – للتخلي عن دورها كراع أساس لعملية السلام في الشرق الأوسط وتسليم المهمة برمتها للأمم المتحدة ، وهو ما يتطلب من الجانب الفلسطيني التحضير من الآن لخوض غمار نوع جديد من النضال الذي يحتاج إلى فريق من خبراء القانون الدولي الذين سيخوضون غمار حرب قانونية شرسة لتفعيل كافة القرارات الدولية الصادرة عن الأممالمتحدة بدءًا من القرار 194 الصادر عام 1948. فهل استعدت السلطة الوطنية الفلسطينية لهذه الحرب الجديدة التي يمكن أن تغير مسار الصراع خاصة فيما لو تخلت واشنطن عن سلاح الفيتو في مجلس الأمن؟