أكد موزعون معتمدون لحديد التسليح في بعض أسواق المملكة استمرار أزمة شح الحديد، وهو ما قفز بالأسعار إلى 3400 ريال للطن في بعض المناطق، وقال موزعون ل “المدينة” في جولة قامت بها أمس في جدة: إن هناك شحا في حديد التسليح الوطني، وهو ما يرجح توقعات أن هناك زيادة مرتقبة في الأسعار خلال الفترة المقبلة. من جهة ثانية لفت بائعون إلى ان السوق تشهد تغيرات سواء على مستوى المتوفر، وكذلك في السياسة الشرائية للمواطنين، مشيرين إلى أنه في بداية الأزمة كان البعض يشتري الحديد بكميات كبيرة لتوفير احتياجاته لفترات طويلة، إلا ان الفترة الاخيرة شهدت تغيرا، وأصبح الشراء في حدود ما يكفي لأيام، وفي الطائف وجازان أكد مواطنون ومقاولون ارتفاع اسعار الحديد، وتوقف بعض اعمال البناء. وفي جدة أشار أحد مسؤولي المبيعات في “المجموعة السعودية للحديد” فضل عدم ذكر اسمه إلى أن الحديد الصيني بعد أن أخذ حصة في السوق السعودية خلال أزمة الحديد المحلي، أصبح غير متوفر، لسد حجم الطلب المتزايد في السوق. وعزا ذلك إلى أن الكميات التي كانت متوفرة خلال الازمة، نفدت من الاسواق بعدما لجأ اليها البعض في ظل قلة معروض الانتاج الوطني وارتفاع اسعاره بشكل مفاجئ، مشيرا إلى ان كميات الحديد الصيني التي كانت متوفرة ببعض المستودعات، كانت مخزنة منذ فترات طويلة قبل الازمة، ولم تصلنا كميات من الحديد الصيني قبل ستة أشهر. وقال: كان يفترض على شركة “سابك” بعد الزيادة الاخيرة التي وصلت إلى 700 ريال، ان تعمل على توفير الحديد بكميات كبيرة، إلا ان وضع السوق يمر بمرحلة مشابهة لما مر به قبل عملية رفع الاسعار الاخيرة، وهو ما يرجح توقعات بزيادة مرتقبة في السعر. ومن جانبه أشار علي العولقي مدير المبيعات بأحد مستودعات الحديد إلى أن جميع أنواع الحديد المحلي “سابك - الراجحي - الاتفاق” حتى الآن لم توفر كميات بشكل مقبول بالأخص “سابك” بخلاف حديد اليمامة الذي أصبح يفرض نفسه في السوق بتوفير كميات بشكل كبير، وهو ما يسهم في سد حاجة الطلب. وكشف العولقي أن هناك سياسة تسويقية جديدة بدأت بعض المصانع في اتباعها، إذ تستمر لمدة أسبوعين في توصيل حديد 14ملم، وبكميات قليلة، والأسبوعين الآخرين توزع 16ملم بكميات قليلة مما يجعل هناك تفاوتًا في كمية المعروض. وتساءل العولقي، لماذا لا يتم في الأسبوع الواحد توصيل جميع الأحجام ويكون هناك كمية ال12 ملم و ال14ملم أكثر؛ إذ يعدان المقاسان الاكثر طلبا واستهلاكا في السوق. أما المستهلك أحمد سليم الذي أشار إلى أن الحديد الصيني أصبح غير متوفر في السوق هذا الأسبوع، مع العلم أن الكميات التي كانت متوفرة هي كميات مخزنه متآكلة، ولكن سبب الأزمة جعل المستهلك لا يفرق بين الحديد المخزن والحديد الجديد والمحلي والمستورد. وأضاف: الازمة التي بدأت بشح الحديد ومن ثم ارتفاع الاسعار جعلت المواطن يبحث عن البدائل، على عكس الفترة الماضية التي كان يبحث فيها عن نوعية محددة او اثنتين على اكثر تقدير. وعلى نفس الصعيد اكد مواطنون ومقاولون في جازان ان ارتفاع اسعار الحديد تسبب في توقف مشروعاتهم، لا سيما وان الزيادة كانت سريعة ودون سابق انذار. وأوضح علي منصور “مقاول” الذي توقف عن تنفيذ عدد من المشروعات: أن ارتفاع أسعار الحديد تسبب في ارتفاع أسعار المقاولات وزيادة في اجور العاملين في قطاع المقاولات، وهو ما أدى إلى تراجع أعمال المقاولات بشكل كبير، مشيرا إلى أن هناك مخططات ومشروعات كان يفترض البدء في تنفيذها، إلا أن ارتفاع الأسعار أوقف العمل بها. من جانبه قال المواطن احمد ابراهيم: لم أتوقع أن يرتفع سعر الحديد بهذه الطريقة السريعة التي جعلتني أتوقف عن مواصلة بناء منزلي، حيث إنني دفعت مصاريف ومبالغ لم تكن في الحسبان وهذا الارتفاع سيؤخر الكثيرين من أصحاب العقارات قيد البناء. * زيادة متوقعة وفي أسواق الطائف لا تزال ازمة الحديد تخيم بظلالها على السوق من ارتفاع الاسعار وقلة المعروض بمراكز البيع؛ إذ قفز سعر الطن إلى 3400 ريال، وقد تكون هذه الاسعار في الايام المقبلة قابلة للزيادة وقد واجه ملاك العمائر هذه الازمة بكل قسوة ومعاناة أثقلت واستنزفت مدخراتهم. ويقول فهد الحمياني “صاحب مقاولات” انه ملتزم بعقود مع المواطنين باسعار قبل 5 اشهر في حدود 2100 ريال للطن واليوم السعر تجاوز 3000 ووصلت الى 3400 وبالتالي، ستكون هناك خسائر بسبب العقود الموقعة مع المواطنين. أما المواطن عبدالله الثبيتي فأوضح أن الحديد المعروض الآن في بعض مراكز البيع رديء، ويعاني من الصدأ،وأسعاره أقل من الحديد الجيد بفارق 300 ريال. أما النوعيات الجيدة فتصل اسعارها إلى 3300، و3400 ريال. اما معتوق الحسني فيقول: إن الحيد اصبح بالطلب، وهو من الأمور اللافتة للنظر في السوق حاليا، فهنالك مواطنون لديهم المقدرة على الشراء باسعار عالية، ولكن الانتظار يطول حيث يتجاوز 10 ايام في سبيل الحصول على طنين او ثلاثة فقط. وأوضح انه حتى المسامير المسلحة التى تستخدم في عملية تثبيت الاخشاب للاسقف زادت اسعارها، حيث كانت قبل عدة أشهر سعر الكرتون الذي يحتوي على 16 علبة كان سعرة 20 ريالا، اما الآن فقد زاد السعر الى 35 ريالا مقاس 5 سم الى 10 سم.