فاجأتني تشكيلة مدرب المنتخب الوطني بيسيرو! فقد جاءت كالصدمة، ففي الوقت الذي خلت فيه من نجوم الدوري، وكافة المسابقات المحلية، والمشاركات الخارجية.. ضمت أسماء غير معروفة، ومن قائمة الاحتياط في أنديتها، ولنتحدّث بصراحة ووضوح وشفافية: أين محمد نور، ومحمد الشلهوب من التشكيلة؟! فالأول نجم فوق العادة، ولكافة المباريات، والثاني نال لقب الهداف، وهو لاعب وسط. ومن أين أتى بيسيرو بعلاء ريشاني اللاعب غير الأساسي في النادي الأهلي، سادس الترتيب في الدوري؟ وكيف ضم حسن خيرات، وعبد اللطيف الغنام، والحارس عبدالله المعيوف؟ ومبروك زايد ألا يستحق أن يكون ضمن القائمة بمستوياته الكبيرة، لا سيما أن الحرّاس يعمّرون في الملاعب؟ الحديث لا يرتبط بالأندية وألوانها، وإلاّ لذكرنا 8 من الهلال، و7 من النصر، و6 من الأهلي، و4 من الاتحاد، ومتى ربطنا القائمة بالمنافسات والمستويات نجدها غير مقنعة. غالبًا سيكون الرد الجاهز أن المنتخب للبناء، وتم التركيز على عامل السن في الاختيار، وماذا ننتظر من لاعب صغير لم يتمكن من أخذ موقعه كأساسي في ناديه، ووجد نفسه من دكة الاحتياط في المنتخب الأول دون مقدمات، علمًا أن المنتخبات هي خلاصة النجوم، ويفترض أن الوصول إليها بعد تعب وعناء وتشبع في الملاعب، وليس بسهولة وعلى طريقة “شختك بختك” التي اتبعها بيسيرو في الاختيار، وكل ما جاء بالساهل يذهب بالساهل، وهي ببساطة حرق للنجوم، وظلم لمن يستحق. من وجهة نظري أن بيسيرو أهدر الأموال في تذاكر السفر بين المدن لمتابعة المباريات، وأضاع حتى قيمة السكر والشاي التي كان يتناولها، وهو يتابع المباريات! ولا تنسوا الكهرباء! وباختياره الأخير كأنه يتابع دوريًّا آخر، وحقيقة شدّني موضوع للزميلة آلاء أديب وهي تكتب وتتساءل: متى نتعاقد مع مدربين كبار من عينة كابيلو؟ وبالفعل أتساءل معها: لماذا لا يدرب الأخضر أمثال البرتغالي مورينهو والهولندي؟ فإن جال مدرب بايرن ميونيخ، وجوارديولا والأرجنتيني بيلسا، أمّا عينة بيسيرو فالاستمرار معها خسارة، وعلى أقل تقدير فإن مدرب الهلال جيريتس أفضل بكثير من بيسيرو، وها هو يغادر لتدريب منتخب المغرب، ومنتخبنا الأقرب.