اتهمت السلطة الفلسطينية مستوطنين يهود باحراق مسجد امس في قرية اللبن الشرقية قرب نابلس شمال الضفة الغربية، فيما توغلت قوات إسرائيلية معززة بعدة آليات عسكرية على أطراف مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وجرفت مسجدا مهجورا، وسط تحذيرات فلسطينية من سعي اسرائيل لحرب دينية. وكانت مصادر فلسطينية واذاعة الجيش الاسرائيلي اعلنت ان مجهولين قاموا فجر امس باحراق مسجد قريب من مستوطنات اسرائيلية في اللبن الشرقية بالقرب من نابلس ، ما ادى الى تدمير قسم منه. واضافت ان الادارة العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية فتحت تحقيقا لمحاولة العثور على المتسببين بالحريق وتوقيفهم، بدون اضافة اي تفاصيل اخرى. ولم يكن بوسع متحدث عسكري اسرائيلي تاكيد هذه المعلومات او نفيها، لكن مصادر امنية فلسطينية اكدت "ان مستوطنين يهودا احرقوا المسجد الرئيسي في قرية اللبن الشرقية". وفي غزة، قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن القوات الإسرائيلية ترافقها سبع آليات عسكرية وثلاث جرافات توغلت مسافة مئتي متر في منطقة الدهنية شرق رفح وشرعت في أعمال تجريف وتمشيط وسط إطلاق نار متقطع لم يسفر عن وقوع إصابات. وقال رئيس بلدية الشوكة في رفح منصور البريك إن جرافات إسرائيلية هدمت خلال التوغل مسجدا عند مثلث الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر وإسرائيل. وأشار البريك في تصريحات إذاعية إلى أن المسجد كان مهجورا وتعرض قبل أربعة أعوام لهدم جزئي إثر قصف إسرائيلي قبل أن تهدمه الجرافات بشكل كامل. وأوضحت مصادر محلية أن منطقة التوغل خالية من السكان بسبب موقعها الحدودي وهدم جرافات إسرائيلية منازلها سابقا. ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إحراق المسجد في قرية اللبن الشرقية بأنه «نوع من الإرهاب». وأعرب فياض في تصريحات للصحفيين ، خلال تفقده مدينة الخليل ، عن الاستنكار لاستمرار «اعتداءات» المستوطنين ، مجددا المطالبة بتدخل عربي ودولي عاجل لوقف هذه الممارسات الإسرائيلية «الاستفزازية». من جهتها ، قالت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل «تريد حربا دينية تصاعدية تستهدف إحراق الأغصان الخضراء التي تعتبر فكرة للسلام». ورأت الحركة في بيان لها ، تعقيبا على إحراق المسجد وهدم الجيش الإسرائيلي لآخر في رفح جنوب قطاع غزة ، أن «هذه الحرب تستهدف طرد الفلسطينيين من وطنهم وتستهدف فلسطين والأمتين العربية والإسلامية». واعتبرت الحركة أن «هذا السلوك إجراء استباقي يهدف إلى تأجيج الوضع ونسف كل عمليات التفاوض التي تريدها الإرادة الدولية والتي أصبحت عاجزة عن لجم جملة الاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل» ، مؤكدة تصديها لهذه الممارسات بدورها ، أدانت كتلة حماس البرلمانية «الاستهداف» الإسرائيلي للمساجد ، معتبرة أن سياسة إسرائيل «تتمثل في هدم كل ما هو إسلامي وغير يهودي». ودعت الكتلة إلى تحرك إسلامي عاجل «لنجدة مساجد الله في الأرض» ، مؤكدة أنه «لابد من المدافعة حتى لا تهدم المساجد ولا تهدم الكنس ولا تهدم البيوت التي يذكر فيها اسم الله». وفي السياق ذاته ، حذر محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية ، خلال تفقده مسجد اللبن الشرقية الذي تعرض للحرق ، من السعي لتأجيج حرب دينية في المنطقة بسبب الممارسات الإسرائيلية. واعتبر حسين أن «الاعتداء على المساجد يأتي ضمن سياسة مبرمجة تهدف إلى تأجيج الصراع ، وتظهر مدى الاستهتار بالقيم الدينية والإنسانية للآخرين».