انطلاقا من ان لكل مباراة ظروفها، ولكل موقعة حسابها يخوض الغريمان التقليديان (الهلال والنصر) هذا المساء مباراة الرد في نصف نهائي كاس خادم الحرمين الشريفين للابطال على استاد الملك فهد الدولي، بعد حوالى عشرة ايام من المواجهة الاولى بينهما والتي انتهت بنتيجة تاريخية في سجل مواجهات الفريقين 5/3 لصالح الفريق الهلالي الذي اقترب اكثر من نهائي البطولة، الا ان الغريم رغم كل العلامات الواضحة غير مسلم بالامر ويريد كتابة صفحة خاصة في سجل المنافسة بينهما من خلال التحضيرات التي اعدها واستدعى فيها كل القوى العائدة من الاصابة او الايقاف الدولي والمحلي وغيرها حتى يكون على اهبة الاستعداد، في الوقت الذي ركز فيه الطرف الاخر وهو الهلال الذهن على المباراة وهذه البطولة بعد ان ضمن التاهل للدور الثاني من دوري الابطال الاسيوي فاراح لاعبيه الاساسيين لمواجهة النصر وارسل بدلاءهم الى ايران لاكمال نصاب المشاركة في الدور التمهيدي من تلك البطولة، وفي هذا العمل اشارات واضحة من مدرب الفريق ايريك غريتس الى تهيئة اللاعبين لمواجهة النصر وعدم تكرار ماحدث في مباراة الذهاب رغم فوز الهلال بها حيث كان الفريق الاخر وهو النصر على وشك قلب المعادلة لولا هدف رادوي. فرص التأهل في مواجهة اليوم يلعب الفريق الهلالي بعدة فرص للتاهل اولها الفوز باي نتيجة كانت، وثانيها التعادل، والثالثة الخسارة بنتيجة لاتزيد على هدفين ليحتكم الطرفان لحسابات فارق الاهداف، لكن المدرب الهلالي غير مستعد للدخول في تلك الحسابات والتاهل للدور النهائي منتشيا بالفوز وترك الخصم يبحث عن مركزله في يوم الختام (الثالث او الرابع) ولذلك فقد اراح المجموعة الاساسية من المشاركة الخارجية واعدها لهذه المنازلة التي يراها الطرفان بأم المعارك الكروية التي يحاول فيها النصر كما اسلفنا قلب الطاولة على خصمه واحداث اكبر تحول في مسار التصفيات بالوصول الى النهائي وترك الهلال يبحث عن المركز الثالث بتجميع القوى كما اشرنا انفا حيث ستشهد التشكيلة النصراوية عودة حسام غالي، محمد السهلاوي، ابراهيم غالب، احمد الدوخي الغائبين عن المواجهة السابقة ضمن مجموعة وعمل المدرب النصراوي ديسلفا على اعدادها للمواجهة والانقلاب على الهلال حيث كان النصر وتحت قيادته هو اول فريق ألحق بالزعيم الخسارة في الدوري. معركة الوسط ولعله من نافلة القول ان مواجهات الفريقين غير خاضعة لمعايير الحسابات الفنية التي اعتاد المراقبون والمحللون تفسيرها عن الحديث المواجهة والتي من ابرزها ان الفريق الهلالي وهو صاحب الارض في هذه المواجهة الاكثر تكاملا في الصفوف وتجانسا في الاداء مما يجعل فرص الخيار امام مدربه غريتس اكبر للمناورة خصوصا اذا لعب خط الوسط بكل قواه وظهر افراده بمستواهم الحقيقي والذي يمثل القوة الضاربة في الفريق بقدرته الفائقة على المشاركة الدفاعية والهجومية في ان واحد والذي سيعمل النصر على مواجهتها بحشد افضل العناصر في هذا الخط امثال غالي، غالب، فيجاروا، احمد عباس لايجاد نوع من التوازن في الاداء من جهة والحد من تقدم الدفاع الهلالي لدعم المجهود الهجومي من جهة اخرى وربما لعب الفريق النصراوي بخمسة لاعبين بالايعاز لباسكال بالتراجع للخلف والاكتفاء بمحمد السهلاوي في المقدمة مثلما هو ياسرالقحطاني في خط مقدمة الهلال وبين هذا وذاك يبرز التحدي لكسب الجولة وفق خطة 4،5،1 التي سيلعب بها الفريقان. تشكيلة الفريقين يلعب للهلال في حراسة المرمى حسن العتيبي ولي بينج، اسامه هوساوي، ماجد المرشدي، في الدفاع وعبداللطيف الغنام،خالد عزيز، ويلهامسون، والعابد في الوسط وياسر القحطاني، نيفيز في الهجوم. ويلعب للنصر عبدالله العنزي في حراسة المرمى واحمد الدوخي، عبدالله القرني، احمد البحري، عبده برناوي في الدفاع وابراهيم غالب، حسام غالي،فيجارو، احمد عباس في الوسط ومحمد السهلاوي، باسكال في الهجوم ويملك كل فريق اكثر من ورقة للمناورة بها في المواجهة لكن الفريق الهلالي الافضل في التعامل مع المباراة لامتلاكه اكثر من خيار لانهاء المباراة سواء كان ذلك في الاداء الجماعي، او عند اللجوء للحلول الفردية، لكن هذا لاينتقص من قدرة اللاعبين النصراويين الذين اثبتوا اكثر من مرة قدرتهم على التعامل مع المناسبات الكبرى. التهيئة النفسية ولان العامل النفسي يلعب دوره في المواجهات فقد عمد النصراويون الى انهاء الالتزامات المالية للاعبين بما فيهم حسام غالي والوعد بمكافات مجزية لهم عند الفوز واستعانوا بالداعية الاسلامي الشيخ سلمان بن فهد العودة الذي امضى معهم ساعات مهمة، فيما عمل الهلاليون على تجاوز بعض الخلافات مثل ايقاف عزيز، ومشاركة بعض اعضاء الشرف في التدريبات، ورصد مبالغ كبيرة للاعبين عند الفوز بالبطولة التي تعد مطلبا مهما للادارة الهلالية.