«جرامي» جوائز عالمية سنوية ينتظرها المبدعون المتنافسون في مجال الموسيقى والغناء، ويحتفلون بها منذ أكثر من نصف قرن. وقد اكتسحت المغنية الأمريكية بيونسيه جوائز العام 2010 بحصولها على 6 جوائز، منها أحسن مغنية بوب، وأحسن أغنية للعام عن «All the Single Ladies»، بينما منح ملك البوب الراحل مايكل جاكسون جائزة الإنجاز مدى الحياة. وللأسف إن موسيقيينا العرب ليس لهم نصيب في مثل هذه الجوائز العالمية، لذا أقترح لبعض منهم جوائز أخرى تتناسب مع إبداعاتهم التي تعتمد في معظمها أو كلها على سرقة إبداعات الغير، وأقترح تسميتها جوائز «حرامي»!! وقد طالت الاتهامات بالسرقات الموسيقية كبار الملحنين العرب، وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبدالوهاب، والأخوان رحباني! وقادت جريدة السفير اللبنانية حملة بدأتها بنشر وثيقة لليونسكو نُشرت في يونيو 1979 تتّهم عبدالوهاب بالسرقة من الموسيقى الغربية. وأورد بعض النقاد وأساتذة الموسيقى عدد من موسيقي ألحان عبدالوهاب منها الادّعاء بأن لحن (أحب عيشة الحرية)، و(طول عمري عايش لوحدي) مأخوذان من السيمفونية الخامسة لبيتهوفن المعروفة باسم (القدر)، وبأن موسيقى (النيل نجاشي)، و(النهر الخالد) من إحدى افتتاحيات تشايكوفسكي. وأن أغنية (كان عهدي عهدك في الهوى) مقتبسة من أوبرا عايدة لفردي.. وغير ذلك كثير لدرجة أن النقاد الدارسين، والصحفيين المثقفين اتّخذوا عبدالوهاب -آنذاك- مادة للتندر، وإطلاق النكات، ومنها أن أحد الموسيقيين الأجانب سمع ألحان عبدالوهاب، فالتفت إلى مَن حوله مبديًا دهشته من أن بيتهوفن، وفردي ودوينزيتي قد سرقوا ألحان محمد عبدالوهاب؟! أمّا اليوم فإن سرقة الألحان في الأغنية العربية أصبحت بلا حسيب، ولا رقيب. فمع استسهال بعض الملحنين ملكيات الغير الفنية، واعتبارها مشاعًا يمكن السطو عليه، أصبح من الصعب وجود لحن أصيل. لذا فإنه سيصبح من الصعوبة حصر الاختيار للمستحقين للجائزة في عدد محدود.. وهو ما يجعل منح جوائز «حرامي» المُقترحة قضية صعبة، إن لم تكن مستحيلة؟ الأمر الذي يجعل قصة الأديب إحسان عبدالقدوس «يا عزيزي كلنا لصوص» واقعًا عمليًّا .. ليس الفن فيها إلاّ وجهًا واحدًا من أوجه كثيرة أخرى للّصوصية!