هل سمعت من الناس أن فلانًا غبيٌّ؟.. هل قِيل لك يومًا من الأيام أنّك غبيٌّ؟.. هل حاولت مرارا وتكرارًا حل مسألة، ولم تستطع، فرميت الكتابَ، ووصفت نفسك بالغباء؟ هل حاولت فك رموز لغز ما وفشلت، فقِيل لك إنّك غبيٌّ؟ وهل سألك أحد عن تحليل بيت من الشعر، فلم تستطع، واتّهمك بالغباء؟ فهوّن عليك الأمر، فأنت لست غبيًّا؛ لأن النظريات التربوية الحديثة تقول إنه لا يوجد إنسان غبي! فإن كانت قدرات الإنسان ناقصة في مجال معيّن، فهذا لا يعني أنه غبيٌّ؛ فلابد أن لديه قدرات مهارية في مجال آخر. وهذه النظرية تُسمّى “نظرية الذكاءات المتعددة” وفكرة هذه النظرية تقول بأنه لا يوجد ذكاء واحد فقط، بل يوجد ذكاءات متعددة. فمَن هو مبدع في حل مسائل الرياضيات، فهذا يمتلك الذكاء المنطقي الرياضي. والرياضيون يمتلكون الذكاء الجسمي الحركي، والشعراء يمتلكون الذكاء اللغوي. فقد نجد مَن يعجز عن حل المسائل الرياضية، ولكنه مبدع في التحليل اللغوي. وقد نجد مَن تنقصه القدرات في الرياضيات، واللغة ولكنه مبدع في الألعاب الرياضية. وقد نجد مَن تنقص قدراته رياضيًّا ولغويًّا، ولكنه لديه قدرة في تحديد المواقع، وحفظ تفاصيلها من أول مرة.. وهكذا. وتتألّف نظرية الذكاءات المتعدّدة من سبعة أنواع من الذكاءات: 1- الذكاء اللغوي: يتضمّن الذكاء اللغوي حساسية الفرد للغة المنطوقة والمكتوبة، والقدرة على تعلّم اللغات، والقدرة على استعمال اللغة في تحقيق بعض الأهداف. ويشمل هذا الذكاء القدرة على استعمال اللغة للتعبير عمّا يدور في النفس بشكل بلاغي أو شاعري. 2- الذكاء المنطقي الرياضي: يشتمل الذكاء المنطقي الرياضي على: القدرة على تحليل المشكلات منطقيًّا، وتنفيذ العمليّات الرياضية، وتحرّي القضايا علميًّا. وكذلك القدرة على اكتشاف الأنماط والاستنتاج والتفكير المنطقي. هذا النوع من الذكاء يرتبط غالبًا بالعلوم والتفكير الرياضي. 3- الذكاء الصوتي أو النغمي: يتضمّن الذكاء الموسيقي مهارة في الأداء والتركيب، وتذوّق الأنماط الموسيقية، وأيضًا القدرة على التعرّف وإعداد الدرجات الموسيقية، والنغمات، والإيقاعات. 4- الذكاء الجسمي الحركي: 5- الذكاء المكاني: يشتمل الذكاء المكاني على إمكانية التعرّف واستعمال الأماكن المفتوحة، وكذلك المساحات المحصورة. 6- الذكاء الاجتماعي: وأصحاب هذا الذكاء ناجحون في تكوين العلاقات الاجتماعية، وكسب قلوب الناس. 7- الذكاء الذاتي: يستلزم الذكاء الذاتي القدرة على فهم النفس (الذات)، وأن يقدّر الفرد مشاعره، ومخاوفه، ودوافعه. والله سبحانه وتعالى يهب لعباده ما يشاء، فقد يكون عند الفرد أكثر من ذكاء. وقد يُعطى فردٌ ذكاءً واحدًا، فيستغله، ويطوّر قدراته فيه، فيحقق النجومية في مجاله.